عدالة

لجان قرى منطقة القبائل تطالب بإفراج عن معتقلي الرأي المتهمين بإرهاب

 

وجهت عدد من لجان قرى منطقة القبائل نداء لسلطات العليا في البلاد من أجل الإفراج الفوري عن المواطنين المحتجزين وإنهاء جميع الإجراءات القضائية بحقهم.
وحسب ما جاء في البيان اللجان فالمطالب بإفراج عنهم هم معتقلي الرأي خاصة أولئك الذين تصورهم وسائل الاعلام على أنهم إرهابيين”
ودعا اصحاب المبادرة لـ” وضع حد لأعمال التوقيف والإجراءات القانونية ضد المواطنين بسبب آرائهم السياسية التي لا تشكل خطرا حقيقيا على وحدة الوطن أو مؤسسات الدولة أو مقومات الدستور”.
كما طالبوا بـ” تدابير مناسبة لحماية المواطنين من أي حملة سياسية وإعلامية تصورهم ظلماً على أنهم إرهابيون”.
وطالب لجان القرى الموقعة على النداء بـ”احترام الإنجازات الثقافية والهوية الأمازيغية، التي تعتبر الآن تراثًا مشتركًا لكل الشعب الجزائري”.
واعتبرت في الأخير أن تلبية هذه المطالب من شأنه أن “يخلق مناخ من السلام” واشارت في المقابل لـ”تزايد متسوى الغضب والقلق يوما بعد يوم” في منطقة.
وجاء في النداء الذي كان على تقرير شامل عن الوضع في منطقة القبائل يحمل توقيع عشرات اللجان تنتمي لبلديات جبال جرجرة، وينوي أصحاب المبادرة توسيعها إلى لجان القرى في بلديات وولايات منطقة القبائل.
وتضمن التقرير “يمر سكان منطقة القبائل بفترات عصيبة جدا، إن وباء “كوفيد -19″، والصدمات التي خلّفتها حرائق الغابات في صيف 2021، من خسائر في الأرواح سواء مدنيين أو جنود، والاغتيال المروّع للراحل جمال بن إسماعيل، كلها عوامل تعقّد حياة هؤلاء السكان يومًا بعد يوم”.
وأضاف التقرير” أن مواطنو منطقة القبائل يعملون بلا كلل، مثل باقي سكان المناطق الأخرى من البلاد، لاستعادة طعم الحياة، وتضميد الجراح الجسدية والنفسية التي عانوا منها نتيجة هذا الوباء وهذه الحرائق، لمحاولة مواجهة التحدي وإعادة إعمار المناطق المنكوبة بفضل زخم غير مسبوق من التضامن الوطني”.

ثم يتأسف الموقعون لكون المنطقة “منذ بضعة أشهر تشهد أعمال اعتقال وترهيب وسجن، تهاجم دون تمييز النساء والرجال والمثقفين والفنانين والشخصيات السياسية وحتى المواطنين العاديين”. والدافع المعلن لتبرير هذه الأعمال، يقول التقرير “هو تفكيك شبكات حركة سياسية مصنفة على أنها “منظمة إرهابية” تطالب بشكل صريح بفصل منطقة القبائل عن باقي البلاد”.
ونقل التقرير انشغالات الموقعين الذين تم شن حملة إعلامية ضدهم، وتعمل على تعبئة الرأي العام الوطني والدولي وتحكم على الذين تم اعتقالهم وتدينهم بتهمة الإرهاب قبل محاكمتهم.
واعتبر المصدر ذاته هذه الحملة الإعلامية “المتحيّزة تطورت في النهاية إلى صورة نمطية ذهبت إلى حد تعامل وسائل الإعلام الحكومية على أنها “منطقة إرهابية”.
وخص التقرير بالذكر منطقة الأربعاء ناث إيراثن التي قال عنها “عاشت منذ اندلاع الحرائق في جو شبيه بالحرب مع التعزيزات الأمنية المكثفة، خاصة وأن العشرات من الناس يقذفون في السجون وكأن الهدف من هذه السلوكيات ليس النيل من هذه المنطقة فحسب، بل هو تشويه صورة أحد رموز نوفمبر 1954 ألا وهو الشهيد الرمز عبان رمضان التي تعود أصوله إليها”.
ولم يقدم أصحاب المبادرة عن تفسير لهذه الوضعية، واكتفوا بالإشارة “مازلنا نجهل الدوافع الحقيقية وراء هذه المعاملة البوليسية والإعلامية لمواطني منطقة القبائل” مضيفين أنه وضع “ولد شعور عميق بالقلق والظلم لدرجة أن هؤلاء المواطنين يشعرون بالتهديد في حريّتهم ويكونون هدفا للاعتقال من قبل الأجهزة الأمنية المختلفة باعتبارهم “إرهابيين” للاشتباه في ارتباطهم بهذه الحركة”.

مقالات ذات صلة

إغلاق