ثقافات

الجزائر والعالم يودعان الفيلسوف بيار رابحي

 

ودعت الجزائر بحزن و أسى فيلسوفها بيار رابحي وللمرة الثانية بعد توديعها إياه وهو في الحياة عندما قرر مغادرتها ومفارقتها حيث كانت هذه المرة للأبد بعدما فارق الحياة في 4 ديسمبر 2021 عن عمر 83 عامًا.

وُلد رابحي الفيلسوف الرائد الإيكولوجيا الزراعية والكاتب المحاضر الملتزم وطفل الصحراء في سنة 1938 في مدينة كنداسة الجزائرية.

دعم الراحل منذ ما يقرب من ستين عامًا تطوير الإيكولوجيا الزراعية في جميع أنحاء العالم ، وشارك في تدريب آلاف الفلاحين على الممارسات الزراعية البيئية من بوركينافاسو والنيجر والطوغو البينين والمغرب وتونس وفلسطين وموريتاني حيث شهد له الجميع مِن مَن عرفه على حياته المهنية وإستجابته الدائمة بتواضع وإحسان لكل الطلبات كما يعتبر المشارك في قيم ميثاق الأرض والإنسانية التي وضعها ، والتي إحتفظ بها طوال حياته ، مهتمًا دائمًا بالمستقبل، مكرراً منطقه ومن دون التفكير بالضجر بالقول أنه يجب علينا “أولاً تغيير أنفسنا لتغيير العالم”.

ألف الراحل حوالي عشرين كتابًا وعشرات المقدمات ، وقد التقى بجمهور كبير بعمله نحو رصانة سعيدة ، حيث دعا إلى الاعتدال واحترام الطبيعة وكان همّه ، الذي يظهر في كتاباته الشعرية والروائية، قبل أعماله التنظيرية والبحثية، هو العودة إلى الحياة الزراعية، سواء على المستوى الفردي حيث أنه يصرّ أن يكون المهندس أو المنظّر فلاحاً بالمعنى العملي، أو على المستوى الجماعي الموسّع من خلال التنظير لفكرة السعادة من خلال هذه العودة، موفّراً لهكذا أطروحة الكثير من الحجج العلمية والفكرية والحضارية ، وكانت من أبرز أعماله: “مانيفستو الواحات” و”الإيكولوجيا والروحانيات”، إضافة إلى أشهر رواياته “حارس النار” بعنوانها الفرعي “رسالة حكمة الشعوب التقليدية”.

مقالات ذات صلة

إغلاق