ثقافات

سينفيليا سوسايتي” و”راديو كورونا” …صوت المبدع الجزائري

طريق نيوز

بقدر ماكانت ازمة وباء كوفيد 19 نقمة على البشرية جمعاء يقدر ماكانت فرصة باكتشاف العديد من المواهب والابداعات التي ماكانت ربما لتظهر لولا نعمة استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي التي غيرت النقاش حول عدمية نفعها الى تعداد الكثير من الفوائد التي تضمرها.

في الجزائر لم تخل عن هذه القاعدة، اعادت كورونا خارطة إستعمال هذه الوسائل وغيرت مفاهيمها عند العديد من الجزائريين بفضل بعض النشطاء الثقافيين الذين لم يدخروا جهدا في التعريف والترويج والبحث عن المكنونات الثقافية، الادبية والفنية التي تزخر بها الجزائر.

امثلة كثيرة حملت رؤية شجاعة وجراة في طرح المواضيع بكل شفافية عن طريق حوارات لايف او مباشرة يديرها نشطاء، صحفيون أو بكل بساطة مولعون بالثقافة والابداع. سيكون ربما من الاجحاف ذكر صفحات على غرار اخرى، ولكن التميز ايضا يعتبر مقياسا للعدل بينها، فلا يختلف إثنان ان اهم صفحتين ظهرتا هما دون شك “راديو كورونا انترناسيونال” التي يديرها الصحفي والمنشط السابق لحصة “سيستام ديزاد” الموقوفة بسبب ارائها ومواضيعها النقدية التي لم تكن تعجب “ارباب السلطة السابقة” او كما اصبح يطلق عليها “العصابة”. اما الصفحة الثانية هي “سينفيليا سوسايتي” التي يديرها ايضا الصحفي والناشط الثقافي نسيم براهيمي الى جانب العديد من المنشطين.

استطاعت كل من راديو كورونا وسينيفيليا سوسايتي من سد الفراغ الرهيب الذي يميز المشهد الثقافي والسمعي البصري خصوصا في ظل الرداءة التي تسيطر على الوضع العام. حيث اهتمت اذاعة كورونا والتي تبث عبر تقنية المباشر التي يتيحها فايسبوك ومنذ تبلورت فكرتها أثناء بداية الحجر الصحي في الجزائر، بالتطرق الى العديد من المواضيع الثقافية السياسية و الاجتماعية بطريقة نقدية وسلسة وباسلوب مباشر وواضح كالذي اعتاد عليه اوفياء الصحفي عبد الله بن عدودة واستضافة العديد من منشطي الفقرات التي تتماشى وفق الموضوع المختار في كل سهرة، واستطاعت الصفحة حصد ارقام معتبرة من المشاهدة لتصبح خلال هذه الفترة ملاذ الكثير من الباحثين عن الافكار الجديدة والفارين من لغة الخشب التي اضحت عنوان مختلف وسائل الاعلام ما عدا بعض الاصوات التي لا تزال تؤمن وتناضل من اجل ضمان الحق في اعلام موضوعي ونزيه للمواطن الجزائري بعيدا عن اي ديماغوجية.
صفحة اخرى اختارت الصوت والصورة عبر بث مباشر من خلال منصة “زووم” والتي سنحت الفرصة للعديد من الإجتماعات الافتراضية والندوات والحوارات، كما هو الشان بالنسبة لسينفيليا سوسايتي التي اختارت لنفسها التخصص في مجال السينما والفن السابع وكل المهن الفنية المتصلة بها.

قطعت سينيفيليا سوسايتي اشواطا كبيرة من خلال الافق البعيدة المدى التي رسمها اصحابها من خلال طرق باب العالمية والابتعاد عن الصورة النمطية التي تسوقها مختلف المنابر الاعلامية. نجحت هذه الصفحة الى حد بعيد في استعادة عشاق السينما الى ساحة النقاش داحضين مقولة ان الجزائري هجر السينما الى الابد، فالصفحة ومن خلال المواضيع المنتقاة والوجوه العالمية التي نجحت في استضافتها، جعلتها حديث المواقع الالكترونية المختلفة والاعلام التقليدي على حد سواء الذي اعترف بطريقة ما على فشله الذريع في ابتكار طرق حديثة لاستقطاب المشاهد الجزائري، اضف إلى ذلك ان الصفحة تعدت حدود المحلية، ففايسبوك لا يعترف بالحدود الجغرافية لتعمم المعرفة دون احتساب الجنسيات و لا اللغات وهنا نشير الى التسيير والتحكم الجيد من خلال اعضاء هذه المجموعة المتناسقة التي اظهرت تحكما جيدا في اللغات العربية،الانجليزية والفرنسية حسب ما تقتضيه الضرورة وتفرضه الشخصية المستضافة.

آخر ضيوف سينيفيليا كان الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا الذي كان صدره رحبا جدا فاتحا ابواب الحوار عكس ما كانت تروج له من قبل وسائل اعلام وطنية بانه لا يحب الصحافة او هكذا ارادوا له أن يكون!

راديو كورونا الدولية او سينيفيليا سوسايتي ما هي الا احد النماذج التي توقفنا عندها نظرا لتميزها واستقطابها ولكن توجد ايضا صفحات ومجموعات اخرى عديدة تعمل على نفس المنوال لتصنع مشهدا مختلفة سيكون بمثابة متنفس جديد لشباب قرروا القطيعة مع كل اشكال الفكر الاحادي والنظرة الضيقة للاشياء والفكر المغلف بايديولوجيات لم يعد لديها مكانا بين الجيل الحالي.

طاوس أكيلال 

مقالات ذات صلة

إغلاق