ثقافاتحوار

ميلاد حركة التياتراليين الجزائريين، شوقي بوزيد:”الحركة ظهرت كرد فعل على عدم تمكن وضوح الرؤية لبناء وطن بثقافته الخاصة”

 

حاورته: طاوس اكيلال

في زمن كورونا أين اختفت معظم المظاهر الثقافية، ظهرت حركة جديدة لتدعم المشهد الثقافي، سميت بحركة التياتراليين الجزائريين، مؤسسها رجل التياتر المثقف شوقي بوزيد الذي خصنا بحوار للتعرف اكثر على جوانب ميلاد هذه الحركة.

تهانينا اليكم بتأسيس حركة التياتراليين الجزائريين، لو نعرف ما هي هذه الحركة؟ ولماذا اعتمدتم تسمية تياترالية بدل مسرحية،؟

 

شوقي بوزيد: نحن لا نعلل لإقناع اي كان فقط نوضح بعض اللبس لتسمية ( تياتراايين) لمن اتهمونا اننا نسيئ للعربية، إن اللسان العربي يكفي نفسه الدفاع عن حروفه. كيف هي قصة الكلمة؟ يتفق الباحثين و الدارسين للغة ان تسمية ( مسرح) ظهرت دخيلة على معجم اللغة وذلك في القرن الماضي، إمنح نفسك وقتا و عد إلى معاجم ( اللغة) فلن تجدللتسمية جذر … إلى أن ابتدعها( مارون النقاش)، ثم بزمن قليل حاول المدافعين عن اللغة إيجاد حل للمعضلة، مع الأسف بائت كلها بالفشل، لن تصنع أصلا ولو بالقوة لمن لا أصل له ( التسمية) ، المهم، قلنا حاولوا ذلك عندما ابتدعوا لها الأصل الاول، سرح يسرح سرحا، او يسرح بعقله! و الجميع يعلم انك لا تسرح في عرض تياترالي انت تتواصل و تتفاعل مع الأحداث… غريب، الأصل الثاني ، المصرح من ( الصرح) المكان العالي و هذا كذلك يتنافى و العملية التياترالية، ثم الأصل الثالث و هو (المرسح )في الأصل ( مرزخ) المكان المنخفض بالنسبة للمتفرج ( حسبهم) … في الحقيقة ثلاثتهم لا يخدمون الفعل التياترالي، و ذلك ان تركيبة الكلمة ( تياترن) و التي تعني ( موقع النظر).

الحدث صراع ، نستنتج كما هو متفق عليه في كل الحضارات التي مارست التياتر أن الصراع في ال تياتر أصله، إذن من أطلق هذه التسمية كان يعي جيدا ما كان يفعل، ثم الفن الرابع كان موجودا و بنفس التسمية ( تياتر) بأي حق تأتي به إليك و تغير اسمه و تحافظ على الباقي!!! ثم ترجمة الأسماء عيب عند الأمم التي تحترم نفسها، حتى وصل بنا الجهل إلى ترجمة ( أتللو) إلى ( عطيل) و الامثلة كثيرة … نحن لم تبتدع بل أعدنا ne التسمية إلى أصلها، هذا سيدفع بنا إلى البحث عن شكل تياترالي يتماشى و رؤيانا و نسميه مثل ما نراه يصلح لإنتاجنا الفكري و الهندسي.

هل جاء تأسيس هذه الحركة كرد من ردود الافعال حول الفراغ الذي تعرفه الساحة الثقافية عامة والمسىرح خصوصا؟ 

شوقي بوزيد: بطبيعة الحال ظهر الحركة هو رد فعل على ما آل إليه الفن خاصة و الثقافة عموما، من فراغ و تشتت و عدم التمكن من رؤية واضحة لبناء وطن بثقافته الخاصة.

الجزائر في كل مرة ومن خلال تطور حركتها المسىرحية قدمت نماذج جديدة لكن لم تخلق استمرارية الفعل، في رأيك لماذا لم تكن مسايرة لهذه النماذج؟

شوقي بوزيد:صحيح ان الجزائر ظهرت فيها العديد من الاقتراحات ، لكن لكل منها ظرف، اما الآن نحن نرى ان الفرد الجزائري صار اكثر تحررا و وعي بعد ( الحراك) و اعادة الثقة في نفسه للمشاركة في البناء.

اطلقت وزارة الثقافة مؤخرا لجنة اصلاح المسرح، كيف ترون لهذه المبادرة وهل نحن بحاجة الى لجنة وزارية النهوض بالمسرح؟

شوقي بوزيد: هذه الفكرة قديمة لا تتماشى مع ماهو موجود الآن، كنا ننتظر فتح نقاش وطني شامل كامل لتشارك فيه كل الاطياف، الجزائر قارة وفي كل جهة منها لون خاص و عليه كان من المفروض توسيع النقاش عبر كامل الولايات و اشراك كل الفاعلين ، حتى اولائك الفاعلين على مستوى بلدياتهم ، زمن البرامج تنزل من فوق قد انتهى إن كنا فعلا نود بناء و ارساء معالم جديدة لجزائر جديدة.

وعلى غرار قطاعات كثيرة ، دون شك ازمة كورونا كانت لها نتائجها على المسرح وبعودة الحياة الطبيعية الى العديد من المجالات لا يزال المسرح رهينة، في اعتقادك ماهي مخرجات هذه المرحلة مسرحيا؟ 

شوقي بوزيد: كورونا قد مست العالم كله و هذا سبب كاف لنعلم ان ميكانيزمات السياسة الثقافية في الجزائر غير متمكنة و مهترئة … الفنان و المثقف عامة يعيش و يحيا التيه و الغربة داخل وطنه و هذا خطر

انت من بين المسرحيين الذين لا يتحدثون كثيرا وبالمقابل تقدمون افكارا تثري المسرح وتثير الجدل، ماهي نظرتك للمسرح في الجزائر اليوم؟ 

شوقي بوزيد: من خلال حركة التياتراليين نود تقديم رؤية شاملة و مستقبلية الفن و مهن الفن و الثقافة عامة …لم نكن راضين منذ زمن و لسنا راضين اليوم …السياسي لا يصنع ثقافة إنما يساير ما هو موجود و يدعمه .

توجد قطيعة بين مسرح الهواة والمحترف، في رايك لماذا لم نستطع توحيد الجهود ؟

شوقي بوزيد: ليس هناك هاوي و محترف … الفارق الوحيد بين الكلمتين هو الإنتاج … انت تساوي انتاجك و اصداراتك ….

 بين النصوص الجزائرية والمقتبسة من نصوص عالمية..اي منهما يفضل المسرحي في الجزائر العمل بها؟

شوقي بوزيد: التيترالي يعيش هاجس الخوف على وطنه مثله مثل باقي الجزائريين و عليه هو يختار النصوص التي تخدم امته، كانت عالمية او جزائرية، إلى اننا نفضل البحث اكثر في المخزون الجزائري، نحن نتقاسم نفس الآلام مع الروائي.

 في الاخير، وبعد شكري لك لأجراء هذا الحوار، هل يمكن في كل هذه الظروف أن نرى تياتر جزائري رائد؟ 

شوقي بوزيد: يمكننا ان نرى كل شيئ رائد في الجزائر لو خلقنا ميكانزمات همها بناء الفرد و ليس المجموعة… الفرد و حرية افكاره و ابداعاته هي الحل الوحيد للنهوض.

مقالات ذات صلة

إغلاق