ثقافات

سيلا افتراضية ..اصدارات جديدة وكلمة تحاصرها القيود من كل الجهات

رغم ان بلادنا لا تملك ما يسمى بالدخول الادبي الا ان معرض الجزائر الدولي للكتاب كان يغطي على هذه الحقيقة بمصادفته موعد احدث اصدارات الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالعربية او الفرنسية على حد سواء. لكن هذا الموسم ولان كل الأحداث والاشياء التي حدثت وستحدث فيه جاءت استثنائية بسبب ازمة كورونا ، مجال النشر والتوزيع والاصدارات ايضا لم يكن ان ينفذ من هذا المصير ما عدا بعض الاقلام التي بقيت على عهدها باصدارها لاعمال ادبية جديدة.

ورغم انه لا يختلف إثنان بأن حجم الاصدارات الأدبية والاقلام الوازنة التي تتحدى كل الصعاب لتبقى في الواجهة الا انه لا يمكن لاي حد من الحدود ان يشكل بما يسمى حقيقة دخولا ادبيا في العالم ولا حتى مجازا عندنا وتلك مشكلة اخرى لها دوافعها اسبابها ونتائجها.

السيلا..كورونا وشبح التنظيم الافتراضي

سنكون ربما مجحفين في حق كتابنا وادباءنا الذين يواجهون كل العراقيل كي يبقوا على ذلك الحبل الذي يصل بينهم وبين قراء تعودوا ان يلتقوا بهم في حصص بيع بالتوقيع تنظم على هامش السيلا، فكم كانت تلك الدقائق كفيلة بان تلملم جراح سنة كاملة من الانتظار كعشيق يحسب الدقائق والثواني للقاء الحبيب، ولكن حتى هذا الموعد اصابه عجز المسؤولين عندنا فلم يجدوا منفذا الا تنظيم طبعة افتراضية وهل نجحت سابقاتها الحقيقية او الواقعية؟ سؤال قد لا يحتاج الا اجوبة ولكن يكفي ان نغض البصر هنينهة ونعض على افواهنا..المهم كانت لنا فسحة من التنفس ولو اصطناعيا اه..مصطنعا ربما.

أمين الزاوي، ياسمينة خضرا، مرزاق بقطاش وسعيد سعدي اول المبشرين …
كان علينا ان ننتظر تقريبا نهاية الشهر المنصرم للتعرف على اولى الاصدارات هذه السنة، بدءا بالحملة الاعلامية والاعلانية الكبيرة التي سبقت إصدار الكاتب ياسمينة خضرا على مختلف منصات ومواقع التواصل الاجتماعي حيث اعلن عن صدور روايته الجديدة “ملح كل المنسيات”، الرواية التي جمع فيها شخوص رواياته العديدة لتلتقي بآدم بطل روايته الجديدة ويخط معها مسارا جديدا له.
أمين الزاوي، الكاتب الذي يبقى متصلا بجمهوره على مدار السنة بفضل مساهماته الصحفية وارائه المثيرة للراي العام، هو الاخر كان على عهده ليفصح عن روايته الجديدة باللغة الفرنسية بعنوان “canicule glaciale” الصادرة ان دار نشر داليمان في انتظار خبر صدور رواية باللغة العربية من عدمه فصاحب رواية ” النحلة” متعود ان يمتعنا بكتاباته باللغتين.
من جهته الروائي مرزاق بقطاش وان كان قد مر خبر إصداره لرواية جديدة وهو المثقف المخضرم والكبير، الا ان روايته الجديدة تستحق الوقوف عندها بكثير من التعمق والقراءة فهو لديه فلسفته ورؤيته للاشياء، واختار لها عنوان “مدينة تجلس على طرف البحر”.
بعيدا عن الرواية، وفي نوع المذكرات، كتب واصدر الدكتور سعيد سعدي، الجزء الاول من مذكراته بعنوان “مذكرات، الحرب كمهد” عن دار نشر فرانس فانون، والارقام الاولى للمبيعات تشير الى نفاذ الكميات الاولى للكتاب من بعض المكتبات.
ونبقى مع التأريخ، حيث سيكتشف عشاق الفنان العالمي الراحل ايدير حياته بكتاب اصدره الصحفيان اعمر واعلي وسعيد قاصد، تعرضا فيه الى جوانب عديدة من حياة اسطورة الفنان ايدير، وحمل الكتاب المرجعي عنوان “ايدير، الخالد”.
هكذا هي العينة الاولى من الاصدارات الجديدة التي أراد كتابها ان يوثقوا بها لمراحل،لاشخاص،لاحداث ووقائع بعيدا عن زحمة السيلا وبعض جوانبها السلبية، لتكون المكتبة في واجهة رفع التحدي لكسر الرتابة المفروضة علينا قسرا لا اختيارا من طرف كورونا وقيود تحاصر الكلمة من كل الجهات.

بقلم طاوس اكيلال

مقالات ذات صلة

إغلاق