وطني

ثمازيغث في التعديل الدستوري بين خطاب السلطة وتحذيرات المثقفين من الانزلاق نحو العنصرية

أقل من شهرين يفصل الجزائريين من موعد الفاتح نوفمبر الذي دعا من خلاله رئيس الجمهورية الى التصويت على مسودة تعديل الدستور، وبين موافق ومعارض لمحتوى المسودة التي نشرت اياما قبل المصادقة عليها من طرف البرلمان بغرفتيه، صنعت بعض المواد الجدل اوساط النخبة الثقافية، الاكاديميين والاحزاب السياسية وحتى ردود أفعال من السلطة التنفيذية على لسان بعض الوزراء.

ولعل ان الابقاء على ترسيم اللغة الامازيغية لغة وطنية ورسمية وجعلها على قدم المساواة مع نظيرتها اللغة العربية كمادة صماء غير قابلة للتعديل، وهو ما أثار الحبر الكثير من بعض المعارضين والاطراف الرافضة للاعتراف بامازيغية الارض قبل اللسان. كما ان المؤسف جاء على السنة بعض رؤساء الاحزاب والسياسين وحتى الذين كانوا متشرحين لرئاسيات 12 ديسمبر الماضي، حيث اعتبر بن قرينة ثمازيغت ” تركة مسمومة للعصابة”، وفي هذا ما الكثير ليقال.
كما خرج وزير العدل عن صمته في رد على معارضي هذه المادة من خلال تصريحاته بان الدستور القادم سيضع على قدم المساواة بين اللغتين الرسميتين للبلاد الامازيغية والعربية كما تساءل انه كيف لشخص في الاربعين من عمره ان لا يعرف من اين جاءت الامازيغية وهو تطور واضح في لغة خطاب السلطة ما بعد 22 فيفري 2019 والكل يتذكر الحملة الشعواء التي قادها مجموعة من المتطرفين ضد كل الرموز الامازيغية ثقافة هوية لغة وراية، فسبحان مغير الاحوال!!
الاهم من كل هذا، ان السلطة وفي وعيها العميق تفطنت لحجم الفتنة الذي كان سيثار حول هذه النقطة بالذات وعمدت لجعلها مادة صماء غير قابلة للتغيير او الحذف او التعديل، فلم يعجب ذلك الكثير.
ولقد يقول يقول احدهم ان مثل هذه النقاشات والجدل حول الهوية طالما كان البعبع الذي تستعمله السلطة لتمرير العديد من مشاريعها ولعل انها هذه المرة ايضا ستلجا لنفس الاساليب فلطالما اتت بثمارها، فمشكلة الهويات تستعمله الانظمة الشمولية لصالحها ضمانا لاستمراريتها وربما ان الخطأ يكمن في انسياق الكفاءات الاكاديمية والمثقفة وراء هذا الخطأ ليبدا الطريق نحو تبني خطاب الكراهية والتطرف والعنصرية. ولعل من هذه الفكرة وتجنبا لكل انزلاق وكي يحفظ كل مسؤوليته، بادر مجموعة من المثقفين والكتاب والاعلاميين للتوقيع على نداء يدعو الى تحمل المسؤولية اتجاه التاريخ واحترام كل مكونات وعناصر الهوية الجزائرية دون اقصاء او عنصرية من شانها ان تفتح الابواب امام كل الفتن.
النداء الذي اطلقه الخبير في الثقافة الدكتور عمار كساب، وقع عليه ازيد من مئة مثقف واعلامي اعلنوا فيه عن رفضهم الكامل لاي شكل من اشكال العنصرية والتطرف وسعيهم للمشاركة في تعزيز الشعور بالمواطنة والهوية المتعددة المقومات في اطار وطن اسمه الجزائر.
وجاء في البيان ان الجزائر بثقافتها المتنوعة الذي يشكل زخما ثقافيا كبيرا تسع للجزائريين جميعا بغض النظر عن دينهم وعرقهم، لان الجنسية الجزائرية تجمعهم فحسب والسكوت عن العنصرية اليوم يعد منافيا لمبدا بناء دولة التعايش والسلم.

بقلم طاوس اكيلال

نسخة عن نص البيان مع قائمة الموقعين

#نداء المثقفين والفنانين والكتاب الجزائريات والجزائريين لاحترام التنوع الثقافي ونبذ العنصرية
(للإمضاء، الإسم و اللقب و النشاط)

تعدّ الجزائر مفترق طرق لعدة حضارات، وهي بلد متوسطي تشكّل بفضل التفاعلات بين ثقافات مختلفة على مر القرون. إنّ الجزائر إفريقية بحكم انتمائها القاري، وهي بلد أمازيغي ينتمي إلى المنطقة العربية. وهي المتجذّرة في الثقافة الإسلامية، تحمل إلى ذلك تراثًا ثقافيًا مسيحيًا ويهوديًا وإحيائيا…
هذه الانتماءات والتأثيرات المختلفة تجعل من الجزائر دولة تتعايش فيها ثقافات متنوعة. على جميع المواطنين الجزائريين الافتخار واحترام هذا التنوع الثقافي، ولهم الحق في الانتماء إلى ثقافتهم الأصلية، أو تلك التي تعبر عن ممارساتهم أو تلك التي يختارونها بأنفسهم، حيث أن كل مواطن حر أن يكون جزائريًا وأمازيغيّا، أو جزائريًا وعربيًا، أو جزائريًا و عربيًاـ أمازيغيًا، أو جزائريًا وموريسكيا، أو جزائريًا وإفريقيّا، إلخ.
و بينما نعيش في عالم يفتخر أكثر فأكثر بتنوعه الثقافي، نشاهد في الجزائر، خاصة منذ انطلاق حراك 22 فيفري 2019 ، تراجعًا ملحوظا في احترام التنوع الثقافي، يظهر من خلال الانزواء على الذات و التطرف في المواقف. ويتجلى هذا التطرف من خلال عنصرية أصبحت صريحة وعلنية، ضد ثقافة هذا أو ذاك، أو ضد لون بشرة معيّنة. على الرغم من أن هذا الواقع المرير يتعارض مع تطلّعات الشعب الجزائري الذي خرج بالملايين للمطالبة بجزائر جديدة تقوم على الحرية واحترام الجميع..
لذلك، وفي ظرف غياب مسؤولي النظام السياسي، المنهمكين في محاولة الحفاظ على مزاياهم المكتسبة على مدى السنوات العشرين الماضية، فإننا كمثقفين وفنانين وكتاب جزائريات وجزائريين، ندق ناقوس الخطر ضد ظواهر العنصرية التي سادت في الفضاء العام الجزائري، والتي نرفضها بشدّة.
.ندعو إذا الجميع لتحمل مسؤولياتهم في التنديد بالعنصرية مهما كانت طبيعتها وبدون تردد، والعمل على تعزيز وحماية أشكال تعبير التنوع الثقافي، لأننا نؤمن بأنه يمكننا الدفاع عن ثقافتنا دون إنكار وجود ثقافة الآخر. ووجب أن يكون للجزائريين الحق في الانتماء إلى الثقافة التي يعتبرونها ثقافتهم، دون تمييز أو تهديد. إن السكوت على العنصرية هو تدمير للأرضية التي نرغب في بنائها وتحقيقها: الحرية والتعايش السلمي.

الموقعون :
1- عمار كساب، باحث
2- حبيبة العلوي، أستاذة جامعية
3- عزيز حمدي، ناشط ثقافي و فنان
4- أمين الزاوي، كاتب وجامعي
5- عبد الرزاق بوكبة، كاتب وإعلامي وناشط ثقافي
6- فائزة مصطفى، صحفية
7- ربيعة جلطي، شاعرة وروائية وأكاديمية
8- بومريزيقة جمال، استاذ
9- فيصل شيباني، صحفي
10- ارزقي ايبرسين، صحفي
11- ليلى مُكْري، صحفية
12- سميرة إراتني، صحفية
13- احميدة عياشي، كاتب
14- طاوس اكيلال، صحفية
15- بوداود عميّر، كاتب ومترجم
16- أمين بن ثامر، منتج ومخرج
17- رفيق جلول، شاعر و روائي
18- سلمى قويدر، صحفية
19- نهلة نايلي بوحيرد، نحاتة و باحثة جامعية
20- ناصر باكرية، كاتب.
21- فريدة إبراهيم، كاتبة
22- كمال قرور، كاتب وناشر
23- بومزبر سرور، صحفية
24- محمد بن زيان كاتب
25- زاويدي عمر، كاتب سيناريو
26- عبد الرؤوف عمورة، موسيقي
27- كدري سعاد، استاذة جامعية
28- جلال دراوي، مخرج وممثل مسرحي
29- علي جبارة .ممثل ومخرج مسرحي
30- حساني امحمد، كاتب
31- سمير ونزار، مدير برامج اذاعية
32- بومعزة مصطفى، فنان
33- نورالدين أوغليسي، سيناريست ومخرج مسرحي
34- بوبكر حموش، استاذ موسيقى ناشط ثقافي
35- حسان بن زايد، مترجم و ناشر
36- نورالدين تابرحة، فنان تشكيلي
37- على عبدون، مسرحي
38- سميرة بندريس، ناشرة و صحفية
39- زوليخة طالبي، فنانة مسرحية
40- علي بوشيبة، كاتب ومسرحي
41- زاوي حمودة، طالب جامعي
42- مليك فرعون، مدير في صندوق الأسهم الخاصة
43- فريد ساحل، اطار سامي
44- احمد خودي، مسرحي
45- سناء بوزيدة، استاذة جامعية و مترجمة
46- سبتي تريكي، متقاعد و ناشر
47- سلمى جربيب، مهندسة معمارية
48- كوثر عبد الرحيم، خبيرة اقتصادية و باحثة
49- مباركة بلحسن، أستاذة باحثة
50- العربي بن زيدان، صحفي و مسرحي
51- سعيدة عثمان طلبة، كاتبة
52- يزيد آيت محي الدين، صحفي
53- بلعيد تاقراولة، مخرج اذاعي
54- قارة سيد احمد، مؤلف ممثل و مخرج مسرحي
54- كريمة بلقاسمي، اطار سامي و شاعرة
55- دراوي جلال، مسرحي
56- سارة بواش، صحفية
57- ايدامي نوارة، كوريغراف
58- شكيب كريكة، اطار مالي
59- حجام الجمعي، باحث أكاديمي أستاذ جامعي
60- عيدلي صفيان، ناشط جمعوي
61- نورة زاير، فنانة فوتوغرافية
62- ناصر بن دادة ، ناشط جمعوي
63- ليندا بوغرارة، فنانة تشكيلية
64- كمال زواوي، قاص و مؤلف
65- محمد سعداوي، طبيب و موسيقي
66- أمال منيغاد، ممثلة و مخرجة مسرحية
67- عقيلة قداوي، كاتبة
68- جمال بوعلي، فنان تشكيلي و منتج و منشط اذاعي
69- جازية بن حبيلس، مؤلفة
70- رضا عمراني، ممثل و مخرج
71- حورية خليفي، متقاعدة
72- بخوش عبدالرؤوف، أستاذ جامعي
73- بن باحو مهدي، منتج
74- مينة مراح طالبة دكتوراه
75- عزوز عبد القادر، ممثل و مخرج مسرحي
76- ناجية آيت محند، استاذة جامعية
77- لخضر منصوري، استاذ جامعي و مخرج مسرحي
78- فاتح سعدو، فنان فوتوغرافي
79- سمير قاسمي، مستشار ثقافي
80- ادير فارس، حكواتي وكاتب
81- الطيب طهوري، كاتب
82- سفيان اوشان، فنان
83- سعيد دبلاجي، فنان تشكيلي، أستاذ باحث جامعي
84- براهيم رزوق، ممثل
85- سارة الحامد، فنانة
86- محمد جلولي، فنان كوميدي
87- مولود فرتوني، شاعر وأديب
88- فضيل عسول، ممثل
89- حسينة بوشيخ، صحفية وأستاذة جامعية
90- حفيظة آيت تفاتي، استاذة جامعية
91- بوساهل عبدالمالك، كاتب وممثل ومخرج مسرحي
92- سمير بن جعفر، صحفي
93- سفيان باكوري، فنان فوتوغرافي و مهندس
94- حمدوش الطاهر، موسيقي
95- عمار قداش، كاتب مسرحي وإعلامي
96- رياض هويلي، صحفي مسؤول نشر
97- نبيل محي الدين، مدير فني
98- سفيان دحماني، سيناريست
99- بوخلاط نادية ،كاتبة وصحفية
100- حسان مرابط، صحفي
101- الصادق اولعربي، استاذ
102- سنسبيل بغدادي، ملحن و عازف عود
103- صابر عميور، مسرحي
104- عبد الرزاق قوادري هباز.، مسرحي و مستشار ثقافي
105- أولم خديجة، أستاذة جامعية
106- سمير بن جعفر، صحفي
107- هنا مناصرية، صحفية
108- صلاح الدين صالحي، جامعي
109- ينيس كوسيم، سينمائي
110- مهدي فلفول، موسيقار و مهندس معماري
111- فريدة خليفي، فنانة تشكيلية
112- عمر انقراشن، ناشر و جامعي
113- بوحبيب حميد ، شاعر و استاذ جامعي
114- زينة بوعدو، مصممة
115- زليخة بوعبد الله، فنانة تشكيلية
116- هورو سليمان, فنان مسرحي
117- بوعلام زياني، منتج سينمائي و اعلامي
118- كنزة بورنان، فنانة تشكيلية
119- نعيمة تواتي، أستاذة جامعية
120- شاهيناز كشرود، مستشارة
121- فريد بلقاسم، صحفي

 

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق