ثقافات

الافصاح عن منصة تخدم مهنيي السينما “تحيا السينما”..صفعة المبدعين في وجه فساد القطاع

ثلاث سنوات هي عمر ميلاد هذا المشروع الحلم “تحيا السينما”، بفكرة بسيطة ولد هذا المولود الجديد في عالم السينما بالجزائر، وهو القطاع الذي يشهد ركودا مخيفا منذ عصره الذهبي ما عدا بعض المحاولات التي كانت كالشجرة التي تغطي الغابة.

“تحيا السينما” يبدو عنوان المشروع مثيرا ومشوقا منذ الوهلة الاولى، كيف لا وهو يذكرك بالفيلم الذي شكل طفرة ابداعية في عالم السينما في بلادنا “تحيا يا ديدو” للمخرج العبقري محمد زينات، وهو الامر الذي لم تخفه صاحبة المشروع ومديرته ظريفة مزنر
الفاتح سبتمبر لم يكن مخططا له كي يشهد انطلاق الحلم نحو التحقيق، فازمة كورونا قلبت الكثير من الاشياء، وحسب بيان مؤسسة المشروع، كانت تحلم ان تحتضن قاعة محمد زينات برياض الفتح انطلاق المشروع، لكن ازمة وباء كوفيد حالت دون ذلك، كيف اذا؟ما العمل؟ خاصة وان المشروع قد اكتمل وحان ان يبزغ نوره، فقررت ان يكون الاول من سبتمبر بداية انطلاق تحقيق الحلم..لتكون منصة “تحيا السينما” متاحة امام مهنيي ومحترفي عالم السينما والسمعي البصري.
هذه هي التفاصيل الاولى لهذا المشروع، مجموعة من الشباب امنوا بفكرة ايصال المعلومات الى اكبر عدد من المبدعين عن طريق منصة محترفة تجمع اكبر عدد من المنتسبين إليها يتبادلون،يتعارفون ويبدعون لتكون في النهاية السينما الرابح الاكبر.
من بين الاهداف التي تعمل عليها منصة تحيا السينما، التخلص من المركزية في التسيير والتي كثيرا ما نخرت هذا القطاع في الجزائر، البحث عن موارد تمويل جديدة تؤمن بالابداع السينمائي في كل ربوع الوطن، وكم هي كثيرة تلك المواهب المقبورة في الجزائر العميقة فقط لأنها لا تنتمي الى شبكة المعارف المتشكلة في العاصمة والتي باتت تهيمن على المشهد العام.
وتاتي تحيا السينما وسط العديد من المشاكل والعراقيل التي يعرفها قطاع السينما والتي لم يستطع التخلص او إيجاد حلول لها منذ انتاج اخر الافلام الناجحة بالرغم من وجود طبعا بعض النماذج التي حققت لنفسها نجاحا جعل من الشاشة الكبيرة الجزائرية علامة فارقة في بعض الاعمال.
ولا نخفي اي حقيقة اذا تحدثنا عن الفساد الكبير الذي عرفه هذا القطاع في العشرين سنة الماضية في زمن البحبوحة خصوصا أين ضخت اموال الخزينة العمومية على أفلام لم تر النور حتى ولعل ان تواجد وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي في السجن اليوم والاتهامات التي يواجهها الوزير السابق عز الدين ميهوبي لاحسن دليل. المهم، اليوم استحدثت كتابة دولة تعنى بشؤون السينما! وهو الامر الذي لم يفهمه العديد من منتسبي القطاع خاصة في ظل انعدام اي سياسة ثقافية وسينمائية تجعل الرؤية واضحة، لكن في كل هذا الغموض، جاءت منصة “تحيا السينما” لتكون مثل الشمس التي تلوح في الافق البعيد لتعطي بعض الامل للمبدعين والمحترفين الشباب ممن فقدوا البوصلة لكنهم لم يتوهوا يوما. تحيا السينما هي ثورة شباب على اوضاع قطاع لم يستطع النهوض من نكباته المتتالية رغم الميزانيات التي صرفت على مهرجانات لا تصنف حتى في خانة الهاوية.

طاوس اكيلال

مقالات ذات صلة

إغلاق