وطني

تشويه ثورة 22 فيفري بدأ قبل ميلادها ويتواصل إلى اليوم.. ما المُزعج؟

كنزة خاطو

عرف الأسبوع الجاري سلسلة من الأحداث صنعت جدلا واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، خلّفتها تصريحات طالت الحراك الشعبي، من تشويهٍ للعوامل الذي فجّرت الثورة إلى مُحاولة تضليل الرأي العام حول مطالبها التي تُرفع منذ سنة ونصف.  إلّا أنّ متابعون أكّدوا أنّ مثل هذه “الحملات” ليست وليدة اليوم بل تعود إلى ما قبل 22 فيفري 2019.

قبل ميلاد الحراك الشعبي

توجيه أصابع الاتهام للحراك الشعبي الجزائري، ليس بالجديد سواءً من طرف مسؤولين أو نشطاء وحتى مدونين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجّهت للحراك الشعبي عديد الإتهامات قبل ميلاده من طرف مسؤولين حزبيين من الموالين لحكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ومن ساندوا باستماتة العهدة الخامسة، منهم من قال: “سوريا بدأت بالورود وتشاهدون النتائج اليوم”.

مع مسيرات الحراك الشعبي

ولم يسلم الحراك الشعبي السلمي، من حملات التشويه على الرغم من إثبات الشعب الجزائري لوعيه الكبير وحضاريته في الشوارع كلّ جمعة وثلاثاء، إذ قامت صفحات فايسبوكية ووسائل إعلام بمختلف أنواعها تارةً بتشويه صور عدد من النشطاء وحتى المناضلين السياسيين، وتارةً أخرى بالتعتيم إلى القذف أحياناً في حق الحراكيين، ومثالاً على ذلك تقرير إعلامي صوّر شباباً في الحراك قال إنّهم منحرفون يتعاطون المخدرات ويشاركون في المسيرات الشعبية، إضافة إلى إطلاق إشاعات على منصات وسائل التواصل الإجتماعي عن نشطاء بارزين في الثورة الشعبية مسّت حتى كرامتهم وعائلاتهم.

لم تكن وسائل إعلام والصفحات الفايسبوكية وحدها، بل شارك في حملة تشويه صورة الحراك الشعبي بعض المسؤولين في مضمون خطابات وتصريحات رسمية، اتُّهم في أحدها الحراكيون بالمثليين الجنسيين، ليتمّ بعدها إنهاء مهام صاحب التصريح.

سهامٌ صُوّبت قبل وخلال الحراك الشعبي الذي يتواصل منذ سنة ونصف، كان المتظاهرون يردّون عليها كلّ جمعة وثلاثاء، من خلال شعارات ولافتات تُرفع، كثيرٌ منها تدعو إلى الوحدة الوطنية وجزائر جديدة.

خلال تعليق مسيرات الحراك الشعبي بسبب “كورونا”

قرّر الحراك الشعبي بعد وصول جائحة “كوفيد 19” تعليق المسيرات الشعبية يومي الجمعة والسبت، وعياً منه بخطورة الإكتظاظ والتزاحم على سلامة الأفراد وانتقال العدوى. إلّا أنّه واصل رفع مطالبه على منصات التواصل الاجتماعي.

واصلت وسائل الإعلام التعتيم على مطالب الحراك، ولم تتوقّف عدد من الصفحات الفايسبوكية تصويب سهامها على الثورة الشعبية.

وعرف الأسبوع الجاري تسلسلا في الأحداث والتصريحات “المُعارضة” للثورة الشعبية، على التلفزيون الرسمي أوّلا ثمّ وكالة الأنباء الرسمية إلى فيلم وثائقي بُثّ على وسيلة إعلامية فرنسية، من تصريح قال إنّ حراك 22 فيفري خُطّط له في باريس إلى اختزال مطالب الحراك في حرية ممارسة الجنس واستهلاك النبيذ.

وبينما لا تزالُ حملات التشويه والإشاعات تطال الحراك الشعبي السلمي، تتوجّه الجزائر إلى دسترته في اطار ديباجة دستورية، فما الذي يُزعج أصحاب هذه الحملات: الحراك الشعبي أم استمراره إلى غاية اليوم؟

 

مقالات ذات صلة

إغلاق