آراء وتحاليل

اشتقنا لإخواننا.. سمير بن العربي

 
أخي العزيز سمير..
يستحيل أن يكون هذا عرس الجزائر وكثير من الناس يرفضه وأنتم غائبون عنه وفي صدورنا جَمر الفَقد. .عرس الجزائر ينبغي أن يكون وطنيا؛ يحضره ويرضاه جُل أهلها مُختلِفا ألوانهم، وإلا فإنها زيجة باطلة باطلة ليست كاملة الأركان.
 
أخوالي سمير.. يا أهلي في الغربة العاصمية
ليست بيننا صلة الرَّحِم لكن بيننا صلة الدم الجزائري الذي يفور ثورةً على الظلم ونخوة على الوطن، وبيننا صلة الأرض (ميلو) “أخالي”. يَحضر ذاكرتي حديثنا عن احتدام حِدَّةِ النقاش الهوياتي والخطاب العنصري، كُنتَ يومها تكرر كثيرا قَولكَ لي: ” خاوتك الجزايريين.. خاوتك الجزايريين”. بالأمس كنت حزينة جدا من أجل إخواننا المُعتقلين وغاضبة جدا بسبب طبيعة الخطاب المُؤذي الذي يستخدمه بعض المؤيدين للانتخابات، بصراحة تأثرت بالاستفزاز وأطلقت بعض الشتائم في حديثٍ منطقي عن دوافع موقفنا الاحتجاجي، لكن عبارتك الأخوية التي طالما كَرَّرتها على سمعي أطفأت فتيل الفتنة المُشتعِل في داخلي: “خاوتك الجزايريين” ..إنهم “خاوتنا” في كل حال ولربما في الأيام القادمة توقظهم الخيبة مِن سذاجتهم السياسية فيعودون مجددا إلى صفوف النضال السلمي، كما أن معركتنا لم تكن في يومٍ مضى ضد بعض إخواننا مِن بَنِي الأحياء الشعبية و”الميزيرية” وشركائنا في الهَم الوطني مهما كان موقفهم غير مُؤَسَّسٍ ولن تكون يوماً ضدهم إنما ضد أصحاب البطون المُنتفخة والفاسدة الخائنة للأمانة التي عاثت في البلاد خرابا.
 
بالأمس كانت ذكرى اغتيال الشهيد “محمد تامالت” لا كلمةَ يمكنها أن تَفِي حق رجل مقتول في سبيل الحق والحقيقة، الرجل الذي فضحهم باكرا وحملتَ على أكتافك الشريفة نَعشه، فَليُخبرنا “خاوتنا الجزايريين” كيف نستأمن أولئك على أصواتنا في انتخابات فُرِضَت بالإكراه تشرف عليها بقايا النظام المجرم؛ مِمن نهبوا أرزاقنا وأيديهم مُلطخة بِدمِنا وفي قلوبنا نحمل بسببهم أكثر مِن جرحٍ وخيبةَ اعتقال الرفاق الإخوة!!
 
أخي العزيز سمير. .
بيننا مِلح وسكر لذا لم ننسَ في غيابك الاحتفاء بِذكرى ميلادك وكتبنا على جدراننا الافتراضية التهاني، اِشتقنا إليكَ وإلى إخواننا المُعتقلين الذين سبقونا بالإيمان والتضحية. بيننا ملح وسكر ولهذا أيضا لا تلتفت يا أخي إلى الخلف ولا تتساءل مَن خلفك ولا يضيق صدرك بما يقولون، نحن نحمي ظهرك ممن يسعى إليك بالسوء مِن القول وإلا ما لِأُخوَّتنا قيمةٌ إلا كقيمة البضاعة الكاسدة في الأسواق.
لا يهم رقم زنزانتك الجديدة التي نُقِلتَ إليها ونحن نعلم أن قلبك حُرٌّ وعقلك حُرٌّ يا ابن الحُر وأنت تعلم أنك في بلادٍ كل شيءٍ فيها ممكن؛ يُسجَن الأنبياء خوفاً مِن الإيمان ويُضحى بِبعض رؤوس الشيطان وخَدمه كي يبقى كيانه قائما، لكن عزاءنا أنه لكل شيطان آخرة وجحيم، ولكل نَبيٍّ آخرةٌ وجَنَّةُ نعيم.
 
قلم: فايزة سعد لعمامري

مقالات ذات صلة

إغلاق