انتشرت في الجزائر في الأيام القليلة الماضية، ظاهرة تعرّض أطفال إلى الوخز بالإبر من قبل نساء مجهولات منقّبات ( يرتدين النقاب)، على مقربة من محيط العديد من مدارس، وسط حالة من الخوف حول دوافع المقدمين على تلك الأفعال. وقد دفع ذلك السلطات الأمنية إلى القيام بتحريات حول القضية، لا سيّما أن هناك من الأولياء تقدّموا بشكاوى في هذا الإطار، ونسبوا ما حصل مع أبنائهم إلى مجهولين.
حيث أعلنت نيابة الجمهورية لكل من محكمة فرندة وتيارت عن تسجيل حالات لتعرض تلاميذ الابتدائي للوخز بالإبر من طرف امراة مجهولة ، وبالموازاة مع تواصل التحقيقات القضائية في هذا النوع من الحوادث ، دعت السلطات القضائية الأولياء إلى الحذر والتبليغ عن تعرض أطفالهم لهذا العمل الإجرامي .
و أمر ، وكيل الجمهورية لدى محكمة فرندة بتيارت بفتح تحقيق وإيقاف كل من يكشف عن ضلوعه في قضية وخز تلميذ بالطور الابتدائي على يده. ويشير البيان أنه يوم أمس -6 مارس -بمنتصف النهار تلقى أفراد فرقة الدرك الوطني بسيدي بختي مكالمة هاتفية من طرف المسمى “د.أ” والد تلميذ بالطور الابتدائي والساكن بقرية عين القطا بلدية سيدي بختي متمدرس بالسنة الأولى، تتعلق يتعرض ابنه إلى وخز على يده عند خروجه من المدرسة في حدود منتصف النهار وهو متجه إلى منزله العائلي، أين اقتربت منه امرأة مجهولة مرتدية جلبابا أسودا و نقاب و قامت بوخزه بواسطة شفرة مشرط على مستوى يده اليمنى وتوجهت إلى وجهة مجهولة.
وحسب البيان ، فقد تم نقل الطفل من طرف والده إلى قاعة العلاج ببلدية سيدي بختي أين أجريت له المعاينات اللازمة، وأسديت تعليمات لمصالح الضبطية القضائية بفتح تحقيق و إيقاف كل من يكشف عنها التحقيق ، كما دعت نيابة الجمهورية الأولياء إلى تحسيس أبنائهم بضرورة عدم الانصياع لأي شخص غريب بالتقرب منهم، مع إخطار الجهات المختصة بأية حالة مشابهة حتى يتسنى لمصالح الأمن التدخل بصفة فورية.
وبالمقابل ، كشف بيان لوكيل الجمهورية بمحكمة تيارت عن مصالح الضبطية القضائية التابعة لاختصاص محكمة تيارت قد سجلت خلال الآونة الأخيرة 5 حالات وخز بإبر لأطفال متمدرسين بالطور الابتدائي، يترواح سنهم ما بين 7 إلى 10 سنوات، من طرف امرأة مجهولة كانت ترتدي جلبابا أسودا، و أضاف أن الوخز في جميع الحالات المسجلة كان على مستوى ظاهر اليد اليسرى للضحايا .
و أضاف البيان ، أنه في انتظار استكمال إجراءات التحقيق الابتدائي الذي تشرف عليه نيابة الجمهورية لدى محكمة تيارت لغرض ايقاف الفاعلين وكشف أسباب ودوافع هذا الفعل الإجرامي الذي يستهدف فئة من المجتمع تحظى بحماية قضائية وقانونية واسعة .
وكشف وكيل الجمهورية لدى محكمة بوفاريك، الإثنين الماضي، أنّه تلقى شكوتين حول وخز بالإبر استهدف تلميذتَين من قبل امرأتَين منقّبتَين. في الشكوى الأولى، أفاد ولي أمر فتاة تبلغ من العمر ثمانية أعوام، وهي في الصف الثاني من المرحلة الابتدائية، بأنّها وقعت ضحية وخز بإبرة في كفّها، في 26 فبراير الماضي، على يد امرأة مجهولة كانت ترتدي النقاب بالقرب من مدرستها وسط مدينة بوفاريك. أمّا الشكوى الثانية فتتعلّق بتعرّض فتاة أخرى تبلغ من العمر ثمانية أعوام إلى وخز بإبرة في يدها وكتفها من قبل امرأة ترتدي النقاب أيضاً، في الثاني من مارس الجاري.
وأفاد بيان المحكمة بأنّ السلطات تجري تحرياتها اللازمة لتحديد هويّة الفاعلين وتوقيفهم، بالإضافة إلى “كشف الأسباب ودوافع هذا الفعل الإجرامي، وفهم ملابسات هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع الجزائري”. وقد دعا الأهالي إلى توعية أبنائهم بضرورة عدم السماح لأيّ شخص غريب بالاقتراب منهم، وإبلاغ الجهات الوصية بأيّ حالة مشابهة أو مشكوك في أمرها.
كما أصدرت محكمة في ولاية عين الدفلى، في وقت سابق، بلاغاً أعلنت فيه عن توقيف امرأتَين في حوزتهما مواد تُستخدَم في السحر، كالشعر وإبر خاصة، فيما كانتا تحاولان خطف تلميذة.
وقبل ذلك، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً مختلفة عن وقوع حالات مشابهة، وهو أمر أثار الخوف بين الأولياء في غياب أيّ توضيحات رسمية حول هذه الظاهرة.
