ثقافات

اختتام الطبعة الـ41 لمهرجان تيمقاد الدولي بباتنة

طويت أخر أيام مهرجان تيمقاد الدولي الـ 41، أول أمس الخميس، في سهرة ميّزها الطبع التراثي الأصيل ورقصات الشاوي التي تجاوب معها الجمهور على مدرّجات المسرح الأثري المجاور لموقع تيمقاد الأثري.
وأثنى جمهور “تاموقادي” على اختيار محافظة المهرجان للفلكلور الشاوي الأصيل في حفل اختتام هذه التظاهرة الثقافية، مؤكّدا أنّ هذا الطبع يمثّل تقاليد مدينتهم التاريخية.
آلة القصبة والبندير صنعت أجواءً حماسية على مدرّجات مسرح الهواء الطلق بتيمقاد، أدّتها فرق مشهورة في ولاية باتنة على غرار فلكور “ديوان الزمالة” وفلكلور شاوي “ثازيري” إلى فلكلور “ركروكي عيدودي”، فرق رسمت لوحات فلكلورية من التراث الأوراسي على وقع آلاتها الموسيقية التراثية وسط تفاعل كبير من الجمهور.
ولأوّل مرّة على ركح تيمقاد، رسم مسرح “همسات أجيال” لوحة فنيّة مميّزة في ديكورٍ يُحاكي مسيرة أربعة أجيال في تاريخ الجزائر، بين جيل الثورة والإستقلال إلى جيل ذاق المرّ خلال العشرية السوداء وصولا إلى جيل اليوم، عرضٌ تابعه الجمهور باهتمام كبير وصفّقوا له طويلا.
وزيّنت الموسيقى الكلاسيكية سماء خامس ليالي تيمقاد وآخرها، في أداء مميّز للمعهد الموسيقي باتنة بقيادة المايسترو حليم بوعزّة، الفرقة عزفت لعديد من الطبوع الجزائرية الأصيلة وصنعت متعة وسط جمهور باتنة الذّواق.
وكان للأغنية الشاوية نصيبها أيضا في سهرة الاختتام، إذ أمتع الفنان عيسى براهيمي العائلات الحاضرة بعد غيابه عن مسرح تيمقاد لمدّة تجاوزت العشرين عاماً، وأدّى أجمل وأشهر أغانيه التي تدافع عن قضيّة الهوّية ورجل الأوراس الأشمّ.
وبالدّموع اعتلى الفنان المشهور مليك الشاوي ركح المهرجان، وهو يؤدّي أحلى أغاني سفير الأغنية الشاوية المرحوم “كاتشو”، ليطرب الحاضرين بعدها بـ “best of” لأشهر أغانيه من رائعة “راكبة العابر” إلى “عبد الله الجيلالي” ومسك الختام “القوجيل”.
هكذا كانت نهاية هذا المهرجان العريق في دورته الـ 41، سهرات دامت خمسة أيام، وصنعت من خلالها كوكبة فنيّة متنوّعة أجواء من الفرحة في هذه المدينة التاريخية وأدخلت البهجة في قلوب الجمهور الباتني الذي أثبت مرّة أخرى تمسّكه بالثقافة والفن خاصّة الطبع التراثي الأصيل.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق