آراء وتحاليلالأرشيف

“سركالة” تحت حراسة مشدّدة !!

بقلم حمزة الجزائري…

نهضت متأخرا خرجت مسرعا شاهدت إختناقا مروريا و إزدحاما بشريا وتوقفا تاما لكل نشاط حيوي و جمودا في سيرورة الحركة المعتادة صدمت ماذا يجري…. البشر مكشرون و مشمئزون لا أحد يكلم أخاه..

… صمت رهيب جو ساخن ومكهرب هواء ثقيل و ضغط جوي مختلط بين رطوبة وحرارة تتخلله رشقات أتربة وغبار لحظات تلو أخرى لا شيء يكسر الصمت القاتل حاولت دخول هذا الفضاء اللعين لا تغطية شبكة لا إتصال لا أنتارنات… هلكت إذا لن أستطيع معرفة ما يجري هل من مخلوق يجيبني….هل من بشر يكلمني ؟… حتى سمعت شباب طائشين بلهجة عاصمية هجينة يكسرون الصمت المخيم على المدينة بصوت عالي ومزعج…راهو خرج راهو خرج سي پور صا راهي سيركيلاسيون الدعوة مسركلة سركالة كحلة اهرب اهرب ولا ارقد ارقد مابقاتش معيشة.. يا جدكم ركايبي فشلوا آه لو لي في بالي وقيلة المسيح الدجال يا جدكم اصبر غير نتوبوا فرمضان ممكن ربي يغفرلنا إننا ننتظر الشهر بشغف ونحبه جميعنا

….دخلت المقهى سرقت رفيقي وقلت المشي مزدوجا خير من الهلاك منفردا و إذا بنا نقابل جحافلا من البوليس و الجندرمة و العسكر والحرس والخدم والأمن والكلاب المدربة على شم وتفتيش الجميع أعلام ترفرف و حوامات تصور واشجار تقلم و حيطان تدهن وشوارع تتزين بعد سنوات عجاف لم ترفع أتربتها ولم تزوق أرصفتها ولم تسقى بقايا نباتاتها آه و أخيرا رأيت قوما يتحركون و ينشطون ويسرعون و يهرولون إنها مظاهر مرور فخامته يا للروعة إنها ليست نهاية العالم تنفست الصعداء و قلت اننا سنعيش قليلا لكن سرعان ما إختنقت بعد رؤية طوابير المركبات المنفوخة محليا و المستوردة سواء… ولا أزال من العاشرة لحد كتابة هاته الأسطر وانا حاصل فالإزدحام الرئاسي… “السركالة بالتعبير الهجين” المهم يمر موكبهم و لو ذهب جميعنا للجحيم…

مقالات ذات صلة

إغلاق