بعد أكثر من 30 سنة من المعاناة
أكد لنا سكان حي سيدي سليمان “تراسمات” ببلدية بني عمران ،أنهم سئموا من العيش في حيهم الذي تنعدم فيه أدنى ضروريات الحياة الكريمة. حسب هؤلاء السكان فإن حيهم تم تشييده سنة 1986 وهو عبارة عن ثلاث طبقات سكنية فردية، ولايعبد عن مقر البلدية إلا بأمتار ،ورغم هذا يفتقر لأدنى الضروريات،بحيث لم يشهد ولو مرة عملية تهيرة أو تزفيت فهو عبارة عن حي جبلي طرقاتة لا تصلح حتى للمشي على الأقدام ،خاصة في فصل الشتاء أين يتحول الى أوحال وبرك مائية الوضع الذي يجبرهم ارتداء الأحذية المطاطية للخروج من المنازل.
وأضاف سكان هذا الحي أن الكثير من المنازل تغمرها مياه الأمطار الغزيرة استدعى الأمر في الكثير من المرات تدخل أعوان الحماية المدنية وناهيك عن انزلاقات التربة مما يتحتم عليهم عدم الدخول الى الحي بسياراتهم مما زاد من معاناة الذين لديهم أشخاص مرضى ،كلها معاناة يتخبطون فيها طيلة سنوات أمام أعين المسؤولين وهذا رغم الشكاوي والطلبات التي تقدموا بها حسبهم في الكثير من المرات وفي العديد من المناسبات للسلطات المعنية إلا أن حيهم مايزال على حاله ومعاناتهم متواصلة ،بحيث حتى في فصل الصيف يشتكون من تطاير الغبار الوضع الذي لم يبقى لهم الصبر لتحمله حسب تصريحات الكثير منهم خاصة وأن الحي لم يتم ربط سكناته بقنوات الصرف الصحي مما جعل سكانه يتصرفون بطريقتهم الخاصة مما يؤدي في الكثير من المرات الى تدفقها وانتشار الروائح الكريهة .
عبر لنا سكان سيدي سليمان عن تذمرهم الشديد جراء الحالة التي وصفوها بالكارثية التي يتخبطون فيها لأكثر من 30سنة والتي حرمت أولادهم حتى من حق الخروج واللعب أمام المنزل كباقي الأطفال ،الوضع الذي جعلهم يتفقون فيما بينهم لتهيئة الحي رغم صعوبته كونه عبارة عن طبقات جبلية تعرف انزلاقات للتربة تكاد تسقط الكثير من السكنات .
حسب ذات السكان في العهدة الانتخابية الماضية ،بعد احتجاجات قاموا بها أمام مقر البلدية لعدة مرات للضغط على المسؤولين لأجل تهيئة الحي ، خصص له مبلغ مالي وقتها قدره 7 مليار سنتيم ،كما حضر صاحب المشروع الى الحي للانطلاق في المشروع ،إلا أنهم تفاجؤوا وتبخرت أحلامهم على حد قولهم بعد أن بلغهم خبر انسحاب صاحب المشروع ورفضه للعمل وكذا أخذ الآلة الوحيدة التي كان قد أحضرها الى الحي، وبعد استفسارهم لرئيس البلدية السابق عن السبب ،أخبرهم أنه رفض العمل بالحي . لتعود آلام ومعاناة السكان . لذا يطالبون اليوم من المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بضرورة التدخل وإيجاد حل لمعاناتهم التي حسبهم طال أمدها .
آمال بوجدار
