الأرشيفوطني

حينما تغيب الإنسانية تصبح الإستعجالات موتا محققا .. !!

في وقت يتبجح فيه مسؤولينا بمجانية التليم والعلاج، يصطدم المواطن يوميا بواقع مرير في مستشفيات الجزائر على مستوى القطر الجزائري، والتي تعتبر مجرد هياكل “باردة” يموت فيها المريض ألف مرة، سواء بإنتظار دوره، أو بتنازل الطبيب والممرض للحديث إليه والكشف عليه.

مستشفيات عمومية من المفروض أنها تقدم خدمات صحية مجانية، يلجأ إليها المريض من أجل التداوي فيحدث أنه يمرض أكثر داخلها، وهذا لغياب الحس الإنساني الذي تجرد منه القائمين على هذه المؤسسات الإستشفائية، وبالرغم من أن توفير الأجهزة والأساليب التداوي مسؤولية الجهاز الإداري لأي مستشفى، إلا أن توفير الحد الأدني من الإنسانية لدى القائمين على العلاج بإختلاف تدرجهم الوظيفي “مطلوب” بل هو ضروري، لأن التأخر في إنقاذ مريض أو التقاعس في تأدية واجب العلاج يُكلّف المريض حياته.

هذا عن الوضع العام، أما عن الاستعجالات التي من المفروض أن تؤدي دورها الاستعجالي بالتدخل العاجل لإنقاذ المريض أو علاجه، فحدث ولا حرج …لأنها لا تختلف عن مختلف المصالح العلاجية التي فيها ألف مشكل ومشكل، في وقت يتفاخر فيه مسؤولو الصحة في بلادنا وكأنهم يعيشون في كوكب غير هذا الكوكب، أو أن واقع الصحة الذي يحتاج لعلاج شافي هو بالنسبة لهم جيد، وهذا أخطر طبعا ..!!.

الثابت في كل هذا أن المواطن هو الضحية الأولى والأخيرة، وهو الكرة التي يتقاذفها مسؤولو القطاع والعاملين فيه … فوفاة طفل صغير أو شيخ أو حتى إجهاض جنين أضحى أمر اعتياديا بالنسبة لهؤلاء طالما أنهم فقدول الحد الأدنى من “الإنسانية”، هذه التي تحضر فقط حينما يتعلق الأمر بعائلاتهم أو أحد من أقاربهم وأصحابهم، فإلى متى يموت الجزائري ألف مرة داخل وخارج المستشفى ليتحمل وزره هؤلاء !!…

وفي الأخير شكرا لكم أيها المسؤولون والموظفون الذين توقعون شهادات وفاة بالمجان ستكون لكم جطب جهنم وبئر المصير !! .

محمد لمين مغنين

مقالات ذات صلة

إغلاق