آراء وتحاليلالأرشيفسياسة

نواب المعارضة:خطابات حادة،تهليل إفتراضي،وعزلة واقعية

قمنا بحساب (تقريبي) لعدد المشاهدات التي حققتها مداخلات النواب الجزائريين المعارضيين حول مخطط عمل الحكومة في “الفايسبوك ويوتيوب”،من كل التيارات،فوجدناها فاقت على الأقل الملويني مشاهدة، بين فيديوهات نائب الأرسيدي نورة وعلي وزميلتها ليلى حاج أعراب وكذا رئيس الحزب محسن بلعباس، بالإضافة إلى مداخلة رئيس  الكتلة البرلمانية لجبهة القوى الإشتراكية شافع بوعيش،وكذا  النائب المخضرم لخضر بن خلاف في مداخلة مطولة بإسم النهضة والبناء  والعدالة و التنمية وغيرهم من النواب.

حيث إشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي ،بالتهليل والتصفيق على شجاعة النواب،وفصاحة بعضهم،ومناوشاتهم المطولة مع الوزير الأول أحمد أويحيى (الذي فقد أعصابه ورد بألفاظ لم يتعود عليها الجمهور).رغم أن ذات المواقع،رفضت العملية الإنتخابية خلال التشريعيات الماضية ككل. وهاجمت الأحزاب المعارضة المشاركة بشدة،ليجد بعدها المواطن المهتم بالشأن السياسي،ضالته في خطابات أحزاب المعارضة نفسها، وصفق لها وشاركها،و إعتبرها  في غالب الأحيان معبرة عنه،عن غضبه،وعن إنتقاده  الحاد للسلطة،حتى ولو بطريقة إرتجالية إنفعالية لا تقدم حلولا كما حصل في مداخلات بعض النواب.

من جهة أخرى  فرغم التهليل الإفتراضي “المليوني” الذي تحصل  عليه النواب المعارضون، تبقى الأصوات الممنوحة لهم خلال الانتخابات  ضعيفة نسبيا،(مهما بلغت نسب التزوير)،فالعزوف الإنتخابي واقع تعترف به المعارضة قبل السلطة،لكن هذا العزوف يقابله إهتمام  ومتابعة إفتراضية،ما يدفعنا لطرح سؤال:ماذا لو تحولت كل تلك المنشورات،وملايين المشاهدات،والتعاليق التي تمدح  أصوات المعارضين المعزولة داخل المجلس الشعبي الوطني إلى أصوات حقيقية داخل الصندوق؟ فهل ستتغير المعادلة؟ وتسقط الهيمنة الكلية للتجمع الوطني الديمقراطي ولجبهة التحرير الوطني في مخرجات كل القوانين المعروضة على التصويت؟ أو على الأقل هل سيزداد تأثير المعارضة داخل مبنى زيغود  يوسف؟ نعم هناك  إجابات جاهزة،سهلة، حول هذه التسؤلات ومنها: المشكل أكبر من هذا،التزوير لا يسمح بخلق توازنات،النواب جميعهم  سواسية، لا فرق بين المعارضة والسلطة.. إلى غير ذلك من الأجوبة التي ومهما بلغت نسبة الصدق فيها ،تبقى إجابات مثبطة  مانعة لكل تحرك إيجابي في إطار الواقع السياسي المعاش. خاصة وأن المقاطعة عندنا تحولت عادة إلى عدم مبالاة في الانتخابات ثم إلى إهتمام شديد ( مع شعور بالعجز) حين تصل مرحلة التصويت على القوانين.

ومع مرور السنين تحولت عبارة “نواب المجلس الشعبي الوطني يصادقون على..” إلى مسلمة غير قابلة للنقاش. وحول  هذه النقطة بالذات قد  تختلف وتتداخل المسؤليات، من المسبب و من المستفيد بين ثلاثية السلطة، المعارضة،والشعب؟ لكن يبقى عجز المعارضة على إقناع ملايين من الموافقين على خطابها بالذهاب فعليا والتصويت من أجلها  في الاتسحقاقات المختلفة، أحد أهم الأسباب التي تواصل في جعل المجلس الشعبي الوطني،مجلسا في إتجاه واحد. أين تعيش  المعارضة عزلة خانقة،فمهما علا صوتها  وإنتشرت الخطب و المداخلات العصماء  تبقى النهاية متطابقة..صادق اليوم نواب المجلس إلخ !! 

جعفر خلوفي 

 

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق