آراء وتحاليلالأرشيف

البحث عن مسكة أمل ..في جبل فوضى !

مع اقتراب سنة اقتصادية  ستكون صعبة على الجزائريين، يظهرالقلق والتعب والتخوف من استقبال شهرجانفي، شهر بداية زيادة الأسعار، وزيادة الأعباء. لا شيء من داخل النظام يعطي مؤشرات بالطمأنينة،فذووا السلطة، لا يتحكمون في شيء.

هناك فوضى عارمة تسود كل الأجواء، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية و حتى الأخلاقية تجعل الذي يعيش في الجزائر هذه الأيام لا يكاد يصدق كيف يمكننا أن نبدع لهذا الحد في الانحطاط المُؤسَسْ و الغير مُؤسَسْ. كل يوم يبزغ يحمل في طياته أطنان من الكوارث، لا يظهر منها إلى العلن إلا القليل و ما خفي أعظم.

يقول جوستاف لوبون، تعم الفوضى عندما تغيب المسؤولية. في الجزائر يُنصب مسؤولا كل شخص يفتقد قيمة المسئولية. فمثلا يعطى شرف إدارة وزاراة لأشخاص لا يقدرون حتى على تسيير دكاكين بصفة جيدة . فوزير الصحة، هذا المسؤول عن قطاع حساس  يبدو أنه يمضي وقته في استقبال رجال يستغلون طيبته، و ما أطيبه من رجل، و يبدو أن طيبته كانت من بين مؤهلات إعطائه مسؤولية وزارة الصحة. ، رجال لا مسؤولون تسلم لهم صحة ملايين المرضى ليباع لهم الموت في علب مرخصة و مطبوعة. ماذا كان نتيجة اللامسؤولية؟ طبعا اللاعقاب. فاللاعقاب هو الصديق الحميم للامسؤولية. فأبدا لم يعاقب مسؤول بحسب الكوارث التي سببها، إن كان نهبًا، تبديد أموال، أو القيام بمشاريع فاشلة. هل كان من المفروض أن يقال و يمنع من تولي أي مسؤولية في الدولة الجزائرية؟ و إن لم يقل،فهل فكان علينا أن نمضي عريضة نجره بها إلى المحكمة مع العلم أنه غير قابل للجر،و مع العلم أيضا أن العدالة تعاني من نفس المرض. أتساءل، كيف يمكن أن نثق في هذا الوزير بعد اليوم، و كم من قرار لامسؤول اتخذه أو سيتخذه يضع صحة الجزائريين في خطر. وكم من وزير في نفس الكيس.

وعلى العكس تماما و بعيدا عن صفقات المسؤولين، ابتعد قليلا، ابحث، افتح عيناك وسوف تجد ومضات من النور تشع هنا و هناك.  شباب  ينشط في المجتمع يحاول تغيير واقعه في بقعة قد تكون صغيرة، و النجاح في البقعة الصغيرة يؤدي للبحث عن توسعتها. منهم من يتكتل بحثا عن تخفيف اَلام المرضى، أو التوعية لتفادي الإصابة بالأمراض، فالزائر للمستشفيات أيام الجمعة و أيام الأعياد يرى هؤلاء الشباب المليء بالطاقة ودون دعم مادي يقفون إلى جانب المرضى و يحاولون زرع البسمة على وجوههم. اَخرون يقومون بتعبئة المواطنين من أجل ملئ بنوك الدم لتستفيد منها المستشفيات. شباب اَخرون يجوبون الشوارع بحثا عن المشردين لكي يجدوا لهم مأوى أو توفير لهم لقمة ساخنة. و اَخرون يدعمون اللاجئين ويحاولون إفادتهم بالنصائح التي تقيهم من تفشي الأمراض في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها. شباب ذوي شهادات حقيقية خارج نطاق تغطية الوزارة يطور الأبحاث في المخابر العالمية، و يصنع أمجاد الدول التي تستفيد منهم، بعد أن أنهكتم تعقيدات الإدارة.

كل أسبوع يمر و أنا ألاحظ هذا الحراك الجميل في أوساط الشباب. كل أسبوع تنظم مجموعة من التظاهرات العلمية، التكنلوجية، الثقافية  يقوم بها جزائريون مبدعون و على مستوى عالمي تشعرنا بمسؤولية المواصلة. فلذلك، أنا لا أستسلم لمن هو لامسؤول، ويزيد أملي بالشباب الذي يسعى بإمكانيته تغيير محيطه. كل هذه الطاقة الموجودة في شبابنا يجب أن يكون على رأسها مسؤولين أكفاء. قادرون نحن على الإبداع و خلق القيمة المضافة، و قادرون أن نكون نحن المسؤولين.

مقالات ذات صلة

إغلاق