الأرشيفوطني

رسالة إلى رئيس الجمهورية … شكر و عرفان !!

فخامة رئيس الجمهورية … و لا أدري ما معنى كلمة فخامة … إنها تقليد بروتوكولي و فقط …بدون مقدمات شعرية … و بدون كلمات رنانة …لضعفي في فنون الشعر التي يجيدها طاقمك الحكومي … أرفع أصابعي وأتركها تتراقص بين أزرار لوحة المفاتيح … و أنا في كامل قواي العقلية … ربما في كامل قواي العقلية … لا أدري فقد تذكرت وعودك و الذكريات نواهل مني … و أماني الشعب تقطر من لساني ..فوددت شرب شاشة الحاسوب … لأنها لمعت كبارق شكارة نتاع حليب … فأحسست أني في حالة سكر .

لا يهم فأنا أدرك توزيع الحروف على لوحة المفاتيح و هذا كاف لأراسلك سيدي الرئيس و أشكرك على ما قدمته للوطن … فقد كثر من يشتم و يسب السلطة … و لا أحد يحمل الشجاعة ليقر بفضلك و حنكتك لما وصلت إليه الجزائر … و مشكلتنا أننا لا نشكر الرجال و لا نعطيهم حقهم …فها أنا أنوب على الشعب الجزائري … بكلمات أتمنى أن تفي و لو قليلا نضير ما قدمته للوطن… يتساءل القارئ … كيف لكلمات هذا الأحمق أن تصل للمرسل إليه … أنا أيضا تساءلت … و تعجبت من غرابة الفكرة … فألبست هذه الرسالة رداء ”المعريفة” … سيقرؤها أحدهم و ينقلها إلى صديقه العامل في الولاية … الذي سينقلها بدوره إلى سكرتيرة الوالي … الذي ينقلها إلى ولده صاحب شركة تصدير الخرشف و مشتقاته ..الذي ينقلها إلى عشيقته إبنة وزير بيع الكلام و الوعود الوردية … الذي سينقلها إلى الوزير الأول في اجتماع للقضاء نهائيا على محلات بيع الكرنطيطة التي تهدد الاقتصاد المحلي … الذي ينقلها بدوره إلى فخامة رئيس الجمهورية أثناء اجتماعهما لدراسة أفاق و رهانات و حلول تركيب عجلة تنمية جديدة بعدما انفشت عجلة التنمية القديمة إثر حادث مرور في الطريق السيار المهترئ … !!! فيقول أخر … الرئيس مريض و لا يمكنه قراءة رسالتك … يا سيدي الكريم أنا أثق في تصريحات رجال الكوستيم … فقد قال احدهم أنه سيعود للمشي مستقبلا …

سيدي الرئيس ها أنا بعد سبعة عشر سنة … أعيد قراءة كلمات وجدتها صدفة في كتيب صغير … تم توزيعه على الشعب سنة 1999 … !!! كتب في صفحته الأولى عبد العزيز بوتفليقة ..و تحتها بخط أوضح …مسيرة رجل وتصريح 1 أفريل 1999 …و صورة بالأبيض الأسود لك و النظارات الطبية أسفل أنفك رافعا سبابة يدك اليمنى إلى السماء …. و تحتها شعار الجزائر لكل الجزائريين ….مطبعة دار هومة !! … لفت انتباهي هذه الجملة ..”و أما السواد الأعظم من الجزائريين الذين أثخنتهم الأتراح و بلغ منهم اليوم شظف العيش أشده و خانتهم وعود سماسرة السياسة، فانهم يعانون من الاحباط ….” و قلت في فقرة أخرى ” ان عمليات اعادة بناء مؤسسات الدولة لم تعد لها مصداقيتها القدر المطلوب، وذلك اساسا بسبب التعاطي لآفات الرشوة و المحاباة و اللاومساواة … ” … في خطاب أخر نجده في اليوتوب …قلت بصريح العبارة …أربع وعود صفق لها كل الحظور …أولا ساعيد الأمن و الامان للجزائر …ثانيا سأنعش الاقتصاد الجزائري …ثالثا سأعيد الكرامة للجزائريين …رابعا ساعيد للجزائر مكانتها بين الأمم …

سيدي الرئيس …بعد سبعة عشر سنة … لا نخفي و لا ننكر ما قدمتموه لهذا الشعب المتخم بالاتراح الذي بلغ شظف العيش أشده … قفة مواد غذائية كل رمضان … و محفظة و 3000 دينار كل دخول مدرسي … يتم إقتطاعها في فاتورة الكهرباء و البنزين … !!! … سيدي إن كرمكم على هذا الشعب بلغ كرم حاتم الطائي … و خلصتموه من الاحباط الذي ذكرته قبل سبعة عشر سنة … فمن شدة العيش الكريم أبى هذا الشباب إلا أن يزاحم الصومالي و النيجيري و الكونغولي في زوارق الموت المتسللة ليلا من عنابة …جامعيون أطباء صحافيون معلمون شيوخ و شباب … الكل يهرب من رغد العيش … و من لم ينل مقعدا في الزورق هرب بسيجارة محشوة بالقنب الهندي او حبة دواء مهلوسة أو زجاجات بيرة !!! و أما عن الرشوة فتم و الحمد لله بفضل حنكتك و ذكائك … من التخلص نهائيا من الرشوة و المحاباة … فلم يعد أحد من أصحاب المراكز العليا في الوطن …سواء مدراء إدارات أو ولاة أو وزراء أو رؤساء بلديات … يطلب الرشوة … فقد كانت الرشوة ذكية و غيرت اسمها في مصالح البلدية …و صارت تدعى قهوة … تشيبة ….أو عند المتدينين إكرامية !!!

سيدي الرئيس … شكرا لك …لقد وفيت بوعودك لنا … و قضيت على سماسرة السياسة …اصحاب الوعود الكاذبة … و صار لنا طبقة سياسية لا تكذب و لا تعدنا أصلا … بل ولا تعلم بوجودنا بتاتا … خطاباتها و كأنها لسكان جزر الوقواق … همها كسب المزيد و المزيد من خيرات هذا البلد …شكرا لك …لقد عاد الامن للوطن ومن كان سببا في تخويفنا صار و الحمد لله يتفاخر علينا بسياراته و عقاراته و نفوذه … شكرا لك لقد إنتعش الاقتصاد و الحمد لله و بعده الفضل لسياستك الرشيدة … فكل شيء متوفر … و بأرخص الاثمان … فقط نطلب منكم ترشيد انتاج الحليب …لأنه متوفر بكثرة ما يسبب كساده … فشكرا لك لإنعاشك للاقتصاد الوطني …فبعدما كان مريض هاهو يدخل لقاعة الإنعاش … شكرا لك و ألف شكر لأنك أعدت للجزائر مكانتها بين الدول … المكانة التي كانت تحتلها قبل ألفين سنة !!! بقلم :

ولاج محمد

مقالات ذات صلة

إغلاق