الأرشيفثقافات

فيلم البئر:شعب يختار كيف يموت..ليحيا !

 

سافر فيلم البئر للمخرج لطفي بوشوشي  بممثلي الصحافة الوطنية الذين حضروا العرض أول أمس بقاعة محمد زينات برياض الفتح إلى الثائرين..دون سلاح، إلى من ثاروا بالإرادة وبملاحقة الحياة إلى آخر رمق..ولو استلزم الأمر أن يموتوا من أجلها.

يحكي  الفيلم قصة قرية تُحاصرها القوات الفرنسية وتمنع عنها الماء في ديكور صحراوي  قاحل تم تصوير مشاهده في ولاية الأغواط وكذا بسكرة،يسلط المخرج في فيلمه الضوء على  البذل،على الأنانية ،على الخيانة والبطولة ،على حدود الانسان في طغيانه و إرادته عندما تتقلص الفرص وتختفي  الفوارق بين الموت والحياة.

يعاني  أفراد القرية من العطش بل يموت  بعضهم عطشا، كما سيسقط أخرون برصاص الفرنسيين بعد أول خطوة خارج الجسر  الذي يفصل عالم الأحياء  بعالم  السائرين  نحو الموت ببطء.يُبرز الفيلم دور المرأة الجزائرية في الثورة،دور من طبخت وربّت وعانت دون أن ينصفها التاريخ،وأنصفها المخرج حين وضعها  كآخر سد سقط ليوقف زحف الموت،ويطلق سراح أرواح ضاقت أنفاسها في قرية تحولت إلى شبح بعد أن إمتلأ بئرها بالجثث.

يحتوي الفيلم  على مشاهد قوية ومؤثرة بدون أي اسفاف بعقل المشاهد  ودون أي نزعة لترسيخ البطولة الخيالية .حيث إحترم المخرج  بشدة طاقة الانسان على التحمل،ليختمها باحترام أشد  لرغبة الانسان في الحياة.

وبعد عرض الفيلم  دعى المخرج كل من اقتنع  بفيلمه  أن يسانده كي يعبر هو كذلك الجسر الفاصل بين قاعة محمد زينات برياض الفتح والأوسكار قائلا”لا أريد مساندة من اجل الدعم فقط، بل نسعى إلى ان يقتنع الناس بجودة “البئر” وأحقيته في الترشح فالخطوة إن تحققت سترفع راية الجزائر  مثلما رفعها فريقنا الوطني لكرة القدم، لذا أمنيتي حاليا ان نلقى مثل ذلك الدعم والالتفاف”..في انتظار  رجع  الصدى!

جعفر خلوفي

مقالات ذات صلة

إغلاق