الأرشيفثقافات

الطبعة 13 لمهرجان -أحكي فن- قرية صوامع..

من ينابيع الماء إلى أنهار الثقافة كان الجو حارا عند وصولنا لمقر الحافلات الرابط بين مدينة عزازقة وقرية صوامع ،لم نكن وحدنا بل كانت المحطة مكتظة بالراغبين في حجز مكان في أخر يوم من الطبعة الثالثة عشر لمهرجان -أحكي فن-raconte arts –الذي تشهده القرية منذ أكثر من أسبوع..انطلقنا في رحلة قصيرة دامت ثلاثين دقيقة عبر قرى وجبال تيزي وزو ،وكغيرنا اتجهنا مباشرة لمنابع المياه الطبيعية المنتشرة في القرية..شربنا الماء من
 “ثاعوينت نتمغارث” أي منبع العجوز..لنتفاجأ بعد ولوجنا لأزّقة قرية صوامع..بسيل من اللغات واللكنات واللهجات المختلفة..ففي ثالة وجدنا زوارا أسبان يتناقشون مع شباب من القرية..وغير بعيد عنهم تتناهى لمسامعك النغمة التونسية الجميلة ،التي اختلطت مع اللّكنات الأفريقية الأصيلة القادمة من الكنوغو برازافيل و موريطانيا، نواصل سيرنا متجنبين أشعة الشمس ..لنصل أمام رسام فرنسي منهمكdjafer3 في تزيين أحد جدران القرية برسم تقليدي جميل..وما ان رفعنا رأسنا حتى قابلتنا عشرات الرسومات الرائعة التي رافقتنا إلى “ثجماعت” أو لنقل مقر العمليات (طبعا العمليات الثقافية) بعد الاستقبال والراحة ،تلقينا تفاصيل معمقة حول المجهودات الجبارة التي بذلها المنظمون من أجل إنجاح المهرجان ، اتجهنا بعدها مباشرة لاكتشاف هندسة قرية صوامع المعروفة في كل المنطقة بجمالها وإتقانها اللّامتناهي ،ومع كل بيت ضارب في عمق التاريخ نجد مجموعة صغيرة ..من الشباب من كل ربوع الوطن ومن عواصم عالمية عدة..يحضرون أنفسهم لليلة الختامية…بهدوء هنا…بصخب هناك..بجدية هنا وبمرح هناك..واصلنا سيرنا لا نتوقف إلا لشرب ماء صافي في أحد منابع القرية..أو للاستمتاع بأغاني فرقة مزابية أحيت الأغنية الخالدة “لاشي لاشي”..عدنا لثاجمعات أين اصطف شباب تتقدمهم شابة جميلة بقيتارتها..أتحفنا الشباب بأغاني حماسية للعديد من رواد الأغنية الأمازيغية ..لتنطلق بعدها العديد من الورشات الصوتية والمرئية أين قدمت الوفود المشاركة العديد من المواضيع المتبوعة بنقاش..ولقد منحت الكلمة لعجائز القرية اللواتي قدمن قصصهن مع الحياة ،مع الطبيعة ،مع الأعراف القاسية..ومع الأمل. لم نكن نشعر بمرور الوقت سريعا إلا حين رأينا مجسم الفيل الكبير يتقدم إلينا بخطى متثاقلة ،ولقد اختار المنظمون صورة الفيل كرمز للطبعة الثالثة عشر لمهرجان -أحكي فن-raconte arts . حيث تتناقل الأجيال قصة ملك “مملكة كوكو” المعروفة بقوتها و سيطرتها التامة على المنقطة و ما جاورها قديما، تقول القصة بأن المdjafer2لك اشترى فيلا ولما كبر هذا الأخير عاث فسادا في محاصيل الفلاحيين ومزارعهم …فقرر الناس أن يشكوه للملك ،وبما أنهم خافوا من ردة فعله اتفق الجميع على تقسيم هذه المهمة الخطيرة كي لا يقع اللوم على أحد.. فيقول الأول..جلالة الملك ليتبعه الثاني ويضيف إن فيلك..ليختم الثالث بأنه أفسد في الأرض و يجب التخلص منه ..لكن أمام الملك وجنده خرست الألسن وترك الأول وحيدا يعيد جلالة الملك..فلما تيقن من خذلان رفاقه صاح.”ان الفيل وحيد ..فهلا أضفت له رفيقا يؤنسه” فذهبت القصة مثلا بين الناس..ولقد قدم عشرات الأطفال المزيّنين بالألوان في أجسادهم عرضا مسرحيا في أزقة القرية حيث داروا بالفيل وهم يرقصون رقصات أفريقية قديمة ..وبعد العرض مباشرة ..انطلقت الحفلة الختامية التي شهدت حضور العديد من الفانين الذي غنوا و ألقوا الشعر في جو عائلي بهيج…ميزه أداء رائع للنجمة الصغيرة سيليا..ولقد أعطى المنظمون موعدا للثقافة العام المقبل في قرية أث واعبان في الطبعة الرابعة عشر لمهرجان -أحكي فن-raconte arts.

جعفر خلوفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق