وطني

كشف حقائق الجامعة … تنوير للأحلام الضائعة !!

عزيزي الناجح في شهادة الباكالوريا ”أكرمكم الله” …التي شاءت الأقدار لها هذه السنة …أن تولد عبر ولادة قيصرية … ليكون قدرها قدر كل نشاط تحت رعاية الحكومة الرشيدة … و لا أدري معنى كلمة ”رشيدة” التي أجدها تتبع كلمة الحكومة أو سياسة الرئيس في جرائد ”تعليب السردين” و” مسح زجاج السيارات”… ولم أسأل عن معناها …لكن تكهنت و قلما تخطئ تكهناتي… أن تكون ”رشيدة” هذه… فتاة لا تملك حظا في الجمال و العلم و الزواج… عاشت في الجزائر و انتحرت بشرب سم قتل الفئران … فكل النشاطات التي تكون تحت الرعاية السامية لحكومتنا …تولد معاقة و هذا أحسن الحالات … فأغلب النشاطات و المشاريع الحكومية تموت و هي أمشاج أفكار قبل أن تصبح علقة أصلا… فلا نشاط يكتب له الولادة بصحة كاملة … ولا صك بريدي مخصص لهذا النشاط برر ذلك … حتى أشك أحيانا …أن دستورنا الجميل ..يحمل مادة كتبت بالحبر السري …مفادها …”المسؤول غير مسؤول على تحمل المسؤولية” !!!! …. كذلك هي شهادة الباكالوريا الجزائرية ”أكرمكم الله مجددا” … معاقة …فكثرة الركل الذي تعرضت له كان سببا في إعاقتها … تسريب أسئلة ..إعادة جزئية …تأخر إعلان النتائج !! … إذن …عزيزي الطالب المقبل على الجامعة … قد تغير اسمك …صرت طالبا … لست تلميذ يقوم بالمشاكسات في القسم لنيل إعجاب الزميلات …أنت اليوم طالب …و سيتم التلاعب بالحروف طيلة مسيرة حياتك بعدما صرت طالبا … ستصبح بطالا ثم طلابا … فأول قاعدة عليك أن تدركها و تضعها حلقة في أنفك لا في أذنك ”كي تراها دائما” …. الشهادة الجامعية للجميع و العلم لمن أراد … لست بصدد تسويد الأمور …و لست من عشاق شحذ الهمم … بل أنقل الحقائق دون تزييف … حيث أن جهاز الحاسوب سيكون له الشرف في اختيار تخصصك الذي ستدرسه ….و ستجد نفسك وسط ألفين أو يزيد في مدرج واحد …تسمعون بضع تفاهات من احد يدّعي أنه دكتور …محاضراته ”كوبي كولي” من الأخ قوقل حفظه الله و رعاه … بعد أسبوعين ستطلق المحاضرات … و الشيء الملفت للانتباه … أن الشيء الحقيقي الوحيد في تسمية ”وزارة التعليم العالي و البحث العلمي” …هو البحث …. ستصبح أكبر باحث في درب التبانة …ستبحث عن قسمك ..ستبحث عن صديقة …ستبحث عن شخص يعطيك دروس المحاضرات … ستبحث و زملائك عن قسم فارغ من أجل حصة الأعمال التطبيقية …ستبحث عن اسمك و نقطتك بعدما ”خربش” احد الفاشلين ورقة النتائج … ستبحث عن أستاذك لتمده بقليل من التذلل …بغية نقطة او نقطتين … أما فيما يخص فكرة الأخويات التي تراها فيما تنتجه هوليوود …فضع قدميك في الماء البارد …ستشعر بتحسن … لن تجد إلا منظمات تستغل مكاتبها ”كشقق مفروشة” و لفهم هذا المصطلح …عد إلى كتاب شرح المعاني في كلام المصريين …و أفضل نشاطاتها …حاسوب و مكبر صوت و تحريك الوسط !!! …. أتذكر …أني كنت أحمق مثلك الآن …حلمت أن ادخل الجامعة …انظم إلى نادي الإعلام …انقل حوارات مع العميد …تقارير عن فوز نادي الجامعة لكرة الطائرة بالبطولة الوطنية …أقدم أخبار جديد انتاجات الكتب لطلبة الشعب الأدبية … خاب الأمل …فالنشاط الوحيد المتفشي في الجامعة هو ”التبعبيص”…و الذي يدعمه الجميع من ..عميد ..منظمات …أساتذة …طلبة …عمال نظافة …أعوان أمن …الجميع تحت شعار ”اليوم بعبصة و غدا علم”… أما في ما يخص الوجبات و الإقامات الجامعية …فأنصحك بمتابعة شريط وثائقي حول ”معتقلات غوانتنامو” سيساعدك ذلك في فهم الأمور !!! … و أخيرا و بعد عناء الجامعة ستجد نفسك عاملا بصيغة ”لانام” عند أحد المؤسسات التي يملكها شخص لم يتحصل على شهادة الباكالوريا …أو تجد نفسك تطلب وساطة من أجل العمل من شخص تم طرده من المتوسطة … وأغلب الظن ستصفق لرئيس بلديتك الراسب في السنة الرابعة ابتدائي من أجل وظيفة عون أمن !!!!

بقلم محمد ولاج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق