بمناسبة فصل الربيع و بعد معرض الزهور السنوي في عنابة، كانت جوهرة الشرق على موعد مع مسابقة أجمل حديقة في مدينة عنابة، هذه المبادرة من تنظيم فريق موقع annaba-patrimoine.com، الموقع الذي يرد الاعتبار للثرات المعماري و الحضاري لمدينة بونة العتيقة و هيبون الملكية عاصمة الوندال.
حيث كان الهدف من هذه المسابقة لفت انتباه العنابيين إلى أهمية المساحات الخضراء في الفضاءات الخاصة، و حث المواطن على تعويض نقص البساتين و الحدائق العامة في المدينة.
و قد تلقت المبادرة ترحيبا واسعا ، خاصة المشاركين الذين تلقوا التفاتة طيبة تكرم مجهوداتهم و عملهم في بستنة منازلهم.
منظمي المسابقة يؤمنون بفكرة لو أن كل عائلة في كل منزل و شرفة تهيئ و لو مساحة صغيرة خضراء سيؤدي إلى تشكل شبكة خضراء في أطراف المدينة و بالتالي نعوض نقص و ضعف تهيئة المدينة من طرف السلطات المحلية.
وقد أعلنت النتائج من طرف لجنة التحكيم، التي ضمت كل من حمزة محمد رضا تقني سامي في المساحات الخضراء، تمتام بوزيد فنان و مختص في الديكور، سنوسي عبد الرزاق مهندس معماري و فنان ، سليماني رياض مهندس اختصاص تراث معماري, و قد كان الفوز من نصيب السيد غيموز رشيد من حي واد القبة ، حيت أثمرت مجهوداته في بستنة بيته منذ أكثر من عشر سنوات ، و كانت النتيجة أن حول منزله إلى متحف للنباتات و الأزهار النادرة تسر الناظرين.
و الملفت للانتباه أن كل المشاركين على اختلاف أعمارهم و أوضاعهم الاجتماعية قد أبدعوا كل واحد منهم على طريقته في بستنة المنازل و الشرف ، مما يدل على تعلق المواطن العنابي بالبستنة و تمسكه بالطابع الزراعي التاريخي للمدينة على الرغم من التوجه الصناعي الذي فرض على المدينة منذ السبعينات و الذي ترك و مازال يترك آثار وخيمة على المحيط و الطبيعة.
فهل سيتغلب الفرد العنابي على منطق الخرسانة ، وهل ستكون مساهمته فعالة في تعميم و انتشار المساحات الخضراء في أرجاء المدينة ؟ أم هناك تحديات أخرى تفرض نفسها كغلاء العقار و استغلال أدنى المساحات البناء.
مغنين محمد لمين
