اقتصاد ومؤسساتالأرشيفسياسة

مقري يثمّن لقاء أعضاء أوبك في الجزائر

يرى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري بأن “الاتفاق الذي حصل في الجزائر بين أعضاء الأوبك مهم جدا ويحسب لصالح الدبلوماسية الجزائرية وله أثر إيجابي على سمعة الجزائر دوليا وهي خطوة جيدة لا بد أن نشكرها مع الملاحظات التالية: – الاتفاق الذي وقع هو تسقيف الإنتاج أما سعر البرميل فتحدده السوق البترولية التي لها مدخلات أخرى بالإضافة إلى الموقف الجماعي للدول أعضاء الأوبك. – الجزائر لا يهمها تسقيف الإنتاج من حيث الإنتاج لأن إنتاجها ضعيف لا تستطيع أن تصل إلى ثلث السقف المحدد . – في أحسن الأحوال وإذا كان النمو العالمي كبيرا والتزم الجميع بالاتفاق ولم تنتهج الدول غير الأعضاء كروسيا سياسة الإغراق فإن سعر البرميل سيزيد في نهاية 2017 ب10 دولارات على الأكثر. – احتمال عدم الالتزام بالقرار وارد جدا بسبب الصراع القائم بين إيران والسعودية واحتياجاتهما التمويلية المتصاعدة بسبب انخراطهما في حروب اقليمية طويلة مستنزفة. – الخوف من وصول البرميل إلى أكثر من 50 دولار مشترك بين العديد من الدول قوية الإنتاج كروسيا والسعودية بسبب الفرصة التي تعطى للدول الأخرى المنتجة التي تتحكم في ناصية التكنولوجية والتي يسمح لها السعر المرتفع باستخراج الطاقة غير التقليدية. – في أحسن الأحوال إذن سيكون البرميل في حدود 65-79 دولار ، ووفق توقعات الخبراء سيستقر البرميل في حدود 50 دولار إذا تم الالتزام بالاتفاق. – حتى ولو وصل البرميل 70 دولارا، لن ينقذ البترول الجزائر من الأزمة الاقتصادية القادمة والتي تجلت بعض مظاهرها الكبيرة إذا بقي الحكم غير راشد كما هو عليه الآن، لأن التوازنات الاقتصادية الكبرى في الجزائر بالاعتماد على البترول لا تتحقق إلا ببرميل في حدود 130 دولار. الخلاصة: الحلول لأزمات الجزائر الحالية والقادمة لا يكون إلا بالحكم الراشد الذي يستطيع أن يجمع طاقات الجزائر المادية والبشرية لإنتاج ثروة خارج المحروقات من فلاحة وصناعة وخدمات. والحكم الراشد لا يتحقق إلا بالتدافع السلمي والتنافس على الإبداع والأفكار والبرامج التي تقدمها الأحزاب لأن الأحادية والهيمنة عنوانها الفساد كما بينته التجارب البشرية و مصداقا لقوله تعالى: (( ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)) وقوله تعالى: (( إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى)). وإن التدافع السلمي لا يكون مرتبا ومنظما وسلميا وإيجابيا وآمنا إلا بالديموقراطية التي تعطي السيادة للشعب وفق قدرة النخب على إقناعها. وإن بداية تحقق الديموقراطية هي الانتخابات الحرة والنزيهة.”

مقالات ذات صلة

إغلاق