دوليوطني

إسبانيا تستنجد بالاتحاد الأوروبي لتحسين العلاقات مع الجزائر

استنجدت إسبانيا بالمفوضية الأوروبية للوساطة مع الجزائر لتحسين العلاقات بعدما تأثرت سلبا متغيير مدريد لموقفها من قضية الصحراء الغربية، حبس ما جاء في موقع القدس العربي.

وحسب المصدر ذاته فمدريد لم تكن تنتظر موقفا متصلبا يصل إلى سحب السفير والعمل على إعادة النظر في العلاقات الثنائية.

وأوردت جريدة “كونفدنسيال” السبت أنه ضمن ما قامت به السلطات الإسبانية بحثا عن تحسين العلاقات مع الجزائر، من الأسبوع الجاري لجئ وزير الخارجية الإسباني مانويل ألباريس إلى ممثل السياسة الخارجية والدفاع في المفوضية الأوروبية جوسيب بوريل للوساطة بعدما رفضت الجزائر الرد على مكالمات هذا الدبلوماسي الإسباني.

وتبرز الجريدة الرقمية اجتماع بوريل مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في قطر نهاية الشهر الماضي لمعالجة الأزمة الجزائرية-الإسبانية.

ويبدو أن إسبانيا لم تكن تنتظر الرد الجزائري القوي، وكانت تعتقد أن هذه الأزمة ستكون محدودة مثلما حدث ما بين سنتي 2007-2008. وكان رئيس الحكومة الإسبانية وقتها الاشتراكي خوسي لويس رودريغيث سبتيرو قد رحب بمقترح الحكم الذاتي واعتبره الحل الأفضل، وكان موقفه أكثر تقدما من موقف سانتيش الحالي. واحتجت الجزائر وقتها ورفعت سعر الغاز المصدر إلى إسبانيا بنسبة 20% مستغلة بعض بنود اتفاقية التصدير ولكنها لم تسحب سفيرها بل استمر التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف القطاعات ومنها الاستمرار في تشييد أنبوب الغاز بين الجزائر وجنوب إسبانيا “ميد غاز” الذي عوض أنبوب “المغربي العربي-أوروبا” الذي يمر عبر المغرب وجرى التخلي عنه نهاية أكتوبر الماضي.

وكان رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانتيش قد بعث منذ شهر برسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس يرحب فيها بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط حلا لنزاع الصحراء.

وكانت تلك الرسالة ثمنا لمصالحة بين مدريد والرباط، حيث قررت الأخيرة إعادة السفيرة إلى إسبانيا وبدء صفحة جديدة من التعاون في ملفات متعددة منها الاقتصادي والاجتماعي مثل محاربة الهجرة السرية.

وبسبب تخلي إسبانيا عن الشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية  سحبت الجزائر سفيرها ووجهت اتهامات إلى مدريد أهمها  “خيانة الصحراويين”.

في الوقت ذاته، أعلنت الجزائر عن تقليل مستوى العلاقات مع إسبانيا وتعزيزها في المقابل مع دول أوروبية جديدة منها إيطاليا أساسا.

وقررت الرفع من أسعار الغاز المصدر إلى إسبانيا، ووقف عمليات استقبال المهاجرين الجزائريين المرحلين من هذا البلد الأوروبي. ومن ضمن القرارات الأخرى، هو رهان الجزائر على إيطاليا لتصدير الغاز إلى أوروبا بدل إسبانيا.

وطالبت الجزائر إسبانيا بتوضيحات حول موقفها الجديد من الصحراء، وتبرز مدريد عدم حدوث تغيير جوهري في موقفها بل ترحب بالحكم الذاتي في إطار قرارات الأمم المتحدة وتربط الحل النهائي باتفاق المغرب وجبهة البوليساريو. غير أن هذا الموقف لا يقنع الجزائر كثيرا، وتريد من إسبانيا سحب ترحيبها بالحكم الذاتي لا سيما وأنها القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء.

وفي أخر تطورات القضية الجزائرية مع الجانب الإسباني أكيد رئيس الجمهورية الجزائري عبد المجيد تبون أن علاقة بلاده معها جيد لكن السفير الجزائري “دافي” في بلاده، في أشارة أنه قرار عودته لم يصدر بعد.

وأضاف الرئيس تبون مطمئننا الإسبانيين أنه الجزائر ملتزمة بإمدادهم بالغاز، مجددا رفضه للقرار الإسباني الجديدة الخاص بالقضية الصحراوية مؤكدا أنه مخالف للقانون الدولي.

مقالات ذات صلة

إغلاق