الأرشيف

محمد بن جبار..يروي عن طابوهات الثورة

بعد عام من نشره لروايته الأولى “أربعمئة متر فوق مستوى الوعي”، يعود الروائي محمد بن جبار برواية جديدة، تحمل موضوعا جديدا، بل وموضوعا مسكوتا عنه ولم يتم التطرق إليه في أعمال روائية من قبل، رواية “الحركي”،الصادرة عن “القرن الواحد والعشرون”، رواية المارين على هامش التاريخ، في هذه الرواية يحاول الكاتب أن يمنح منبرا لهؤلاء الذين نشير إليهم بأيدينا، هؤلاء الذين يدينهم الماضي والحاضر، هؤلاء الذين نلقبهم بالخونة والعملاء، أو “الحركى” باللّسان الجزائري، فماذا لو نطق أحدهم وكسّر جدار الصمت وبدأ  يتكلم عن سبب  خاينة بلده، وشرع يحكي عن الظروف التي دفعته لفعل ذلك، إنها رواية كل التناقضات، رواية تهدم كل الطابوهات والأفكار الجاهزة، داخل الروايات استنطاق لشخصية “أحمد بن شارف”، أحد “حركى” مدينة غيليزان،والقاطن حاليا في فرنسا، بعد أن أصبحت مسألة بقائه في الجزائر تشبه المستحيل، أحداث الرواية والكثير من دقائقها كانت سردا لمذكرات “أحمد بن شارف”، رواية “الحركي” تجسيد واقعي لنظرة الجزائريين إلى تلك الشريحة بوصفهم منبوذين، فكرة الرواية صادمة كونها مختلفة تماما عما تعارف الروائيون الجزائريون في طريقة تناولهم أحداث حرب التحرير ومختلف خفاياها، تحمل الرواية رسالة واضحة،”حتى الخونة يملكون تاريخا” بل وعلينا الغوص في دراسته وهذا ما يمهد له بن جبار حيث يطرح الاشكالية لا يدين ولا يدافع..بل يخرج الكاتب من كل الصورة ويدع الحركي يتكلم!

مقالات ذات صلة

إغلاق