شخصيات

في ذكرى رحيله الثانية.. رحل حميد فرحي و بقي تاريخه و مشواره

تمرّ سنتين على رحيل المناضل السياسي والمنسّق الوطني للحركة الديمقراطية الاجتماعية، حميد فرحي، المصادفة ليوم الخامس من شهر فيفري الجاري، عن عمر ناهز 60 سنة.
وُلد حميد فرحي في الثالث من شهر جويلية سنة 1958، بأعالي قرية الأربعاء ناثيراثن، بولاية تيزي وزو شرقي البلاد، بدأ مساره السياسي والنضالي منذ صغره، حيث تلقى تكوينه في صفوف الكشّافة الإسلامية، ثم داخل تنظيم الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية.
عرف بنضاله اليساري و ناضل في صفوف أول تشكيلة يسارية بالجزائر “حزب الطليعة الإشتراكية” رفقة الهاشمي الشريف، شارك في مظاهرات الخامس أوكتوبر و تعرض للإختطاف و التعذيب حينها من طرف الدوائر الأمنية. كما تعرض لمحاولة اغتيال من طرف الجماعات الارهابية سنوات الجمر بعدما كان معارضا شرسا لأفكارالمتطرفة.
شارك في بعث حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وفي 2013 عُين في منصب المنسّق الوطني للحزب.
عُرف بالدفاع عن حقوق العمّال والمهمّشين. ساند كلّ الحركات الاحتجاجية العمّالية والنقابية والمطلبية، وكان يتنقّل إلى الولايات الداخلية المهمّشة، لمناصرة القضايا المحليّة.
كانت تدخّلاته الإعلامية شديدة اللهجة، تجاه السلطة السياسية والأوليغارشية المالية، وانتشار الفساد المالي والسياسي، وكان أبرز معارضي الرئيس بوتفليقة ومنظومته السياسية. وعُرف أيضا عن حميد فرحي، مناصرته للقضية الفلسطينية والدفاع عن الشعوب ضحايا الإمبريالية والرأسمالية، التي تستغل حقوق العمّال والأفراد.
رفض الراحل حميد فرحي أن يعالج في المستشفيات الأوروبية على الرغم أنه تلقى العديد من الإقتراحات لنقله و التكفل بعلاجه خارج الوطن، بعدما تعرض لجلطة دماغية في ديسمبر 2018 و فضل أن يدخل للمستشفيات الجزائرية دون اي واسطة ليقف مثله مثل أي مريض على واقع الصحة المزري في الجزائر، حتى و هو في أمس الحاجة للرعاية الصحية حيث صعب عليه الظفر بسرير داخل المستشفى لتلقي العلاج، و بقيت مقولته الشهيرة راسخة في ذهن كل من عرف حميد فرحي “كيف يُمكن أنا من يناضل من أجل مستشفيات أحسن وأفضل في بلدي أن أعالج في الخارج”.
رحل حميد و بقيت الرسالة التي ناضل من أجلها، رحل حميد و يستمر النضال في جزائر تضمن الكرامة لجميع الجزائريين.

مقالات ذات صلة

إغلاق