وطني

هكذا هي حياة الطالب الجامعي المقيم

كثيرون هم طلبة العلم القادمون من مختلف ربوع الوطن بنيّة الدراسة، التكوين واكتساب شهادات تمكنهم من ايجاد مناصب شغل للتخفيف عن أهاليهم عبئ المسؤولية، حال الطالبة نصيرة بكوش، طالبة سنة ثانية علوم اجتماعية بجامعة “أبو القاسم سعد الله الجزائر 2” التي كانت قد وعدت أمها بحياة أفضل، ولكن شاءت الأقدار أن تغادر نصيرة هذا العالم قبل تحقيق ما تمنّت مجازاة أمها به.
يومين بعد وفاة نصيرة، لا يزال سبب الانفجار بغرفتها غامض، فمن جهة، كشفت زميلة لها في الحي عن انفجار قارورة غاز صغيرة بغرفتها، الأمر الذي أكدته مصالح الدفاع المدني وفنّده مدير الإقامة الجامعية ووزارة التعليم العالي في بيان لها نقلته وكالة الأنباء الرسمية مشيرة الى أن الحادثة سببها نشوب شرارة كهربائية بمسخن كهربائي بالغرفة وليس انفجار قارورة غاز كما روج له.
وبما أن الإعلام تقابله الموضوعية، لندرس تصريحات كلا الطرفين بموضوعية وشفافية، فإذا أخذنا ما كشف عنه المكلف بالإعلام بالمديرية الولائية للحماية المدنية، الملازم الأول خالد بن خلف الله، عبر موقع الإذاعة الجزائرية أن الحادث وقع نتيجة انفجار قارورة غاز صغيرة، نتساءل مباشرة عن السبب الذي دفع بطالبة علم احضار قارورة غاز معها الى الإقامة الجامعية؟ علما أن الديوان الوطني للخدمات الجامعية ساهر على متابعة وتحسين الوجبات اليومية للطلبة. أما إذا عملنا على البيان الرسمي لوزارة التعليم العالي فسنتساءل عن السبب الذي أجبر طالبة مقيمة إحضار مسخن كهربائي، علما أن غرف الإقامات الجامعية تحوي مدفئات غاز بالأساس.
من خلال ما سبق ذكره، يعود سبب الانفجار إما لسوء الخدمات الجامعية وإما لسوء الخدمات الجامعية.
فالسبب الوحيد الذي يمكن أن يدفع بطالبة علم إحضار قارورة غاز هو سوء الوجبات الجامعية، الاّ أن المدير الفرعي للخدمات الجامعية “شريف مولود” صرّح يوم الأحد من منبر قناة الشروق نيوز أن ” الوجبات المقدمة للطالب في الجامعة، في كثير من الأحيان لا يمكن لي أن أتحصل عليها في منزلي”. هل هو خطاب سخرية؟ خطاب استفزاز؟ أم أن هدفه الوحيد تغيير منحى توجه الرأي العام، خاصة فئة الشباب إذ أن تصريح هذا المسؤول الغير مسؤول أثار موجة من الغضب في الساعات الأولى التي تبعت بثّه، ليتحول بعدها لموضوع سخرية و “ميمز” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
غاية الصحفي الأولى هي البحث عن الحقيقة وإخراجها للرأي العام، لذلك قام موقع الطريق نيوز بالبحث مع بعض الطالبة المقيمين لإبانة الظروف العصيبة والعسيرة التي يعيشونها داخل أسوار الإقامات الجامعية، صحيح أن كل غرفة في أي إقامة تحتوي على مدفئة، لكنها لا تعمل في غالب الأحيان وإذا عملت وانقطع الماء، توقفت عن العمل، أما فيما يخص الماء الذي هو سر الحياة، فالطلبة تعلموا العيش من دونه، و اذا حضر، حضر جامدا في أشد أشهر السنة صقيعا، و فيما يخص الأطباق المتوازنة التي لا يمكن لمسؤول خدمات جامعية الحصول عليها، ف 70 بالمئة منها يرمى بحاوية الزبالة ( ربما لأنها متوازنة جدا و الطلبة ليسوا متعودين على ذلك)، و اذا انتقلنا للحديث عن خدمة الإستقبال بإدارة الإقامات يمكن استخلاصها في ” شغلكم، حبيتو الإقامة، عيشو 5 في الغرفة”، يجدر الذكر أنه في زمن التباعد الاجتماعي بسبب الوباء العالمي، يقطن من 04 الى 05 طالب(ة) في مساحة 15 متر².
ضغوطات نفسية كبيرة يعيشها الطالب الجامعي عامّة والمقيم خاصّة، تتعدد أسبابها وينحصر حلّ أغلبها في تحسين الخدمات الجامعية، وإذا لم يكن الأمر ممكنا فالتُقَسم ميزانية هذه الأخيرة على الطالب ليتحمل مسؤوليته بنفسه.

ماريا

مقالات ذات صلة

إغلاق