سياسةوطني

تكالب فرنسي حول “النشيد الوطني “

لم يرق لصناع القرار بفرنسا التوضيح الذي جاء في الجريدة الرسمية بخصوص عزف المقاطع الخمسة للنشيد الوطني الجزائري والمتضمن لمقطع “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب …” الى النشيد الوطني الرسمي وتزامن ذلك مع اقتراب الذكرى العزيزة عل قلوب الجزائريين وهي عيد الإستقلال المجيد, ليبدأ تكالب الحكومة الفرنسية وكالعادة تحاول طمس جرائمها ومحو ماضيها الأسود والسعي وراء اكذوبة الماضي الذي مضى عليه الزمن ونحن ابناء اليوم الذين لن ينسون جرائم الاستعمار الفرنسي الغاشم .

وزيرة خارجية فرنسا، كاثرين كولونا، لم تفوت المناسبة لتخرج بثوب عرابة العلاقات الدولية وتفجر حسن نوايا فرنسا المزعومة اتجاه الجزائر خلال ظهورها في مقابلة مع قناة LCI الفرنسية، على اساس أن مرسوم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يأتي “خارج الزمن”. مشددة على أن الموضوع يأتي في وقت يسعى فيه البلدان إلى إعادة تنشيط علاقتهما “قديم للغاية” ويجب وضعه “في سياق إنهاء الاستعمار”، وفق تعبيرها.

متحججة بأن قرار إضافة هذا المقطع القديم إلى النشيد الوطني الجزائري في وقت يحاول فيه رئيس الجمهورية الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إعطاء دفعة جديدة للعلاقة بين البلدين.

وردا على سؤال حول زيارة الرئيس تبون إلى فرنسا، والتي تكررت مرارا هذا الربيع والتي لم تتحقق إلى اليوم ، قالت رئيسة الدبلوماسية الفرنسية: “أتمنى ذلك، نحن نعمل على مواعيد” لكنها “ليست ثابتة”.

وينص مرسوم “تبون” على أن يتم أداء النشيد الوطني الجزائري المعروف باسم “قسمًا”، والمكوّن من خمسة مقاطع في صيغته الكاملة، في المناسبات الرسمية، بعد أن كان يؤدى بطبعته المختصرة منذ عام ألف وتسعمئة وستة وثمانين، تجنبا للحرج السياسي بين البلدين.

ويأتي هذا المقطع الذي لم يحذف أساسا، بل أُقتصر عزف النشيد الوطني بالطبعة المختصرة في غالب الأحيان ليأتي مرسوم الرئيس عبد المجيد تبون ليوضّح الحالات التي يُعزف فيها النشيد الوطني كاملا والحالات التي يُعزف فيها مختصرا.

وسيعزف النشيد الوطني في الاحتفالات الرسمية التي يحضرها رئيس الجمهورية بمقاطعه الخمسة يما فيها “يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه كما يطوى الكتاب، يا فرنسا إن ذا يوم الحساب، فاستعدي وخذي منا الجواب، إن في ثورتنا فصل الخطاب، وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر”.

وكانت وكالة “يورونيوز” قد أوردت أن قرار الرئيس تبون هو تعبير عن “امتعاض جزائري”، بعد تأجيل زيارته إلى فرنسا، التي كانت مرتقبة هذا الشهر بعد أن كانت مبرمجة أصلا الشهر الماضي.

الا ان تصريحات هذه الأخيرة .لم تمر مرور الكرام فقد جاء الرد قويا من السياسيين الجزائريين الرافض للتصريحات التي اجمعوا على وصفها بغير المقبولة والصادم وعوض تصليح العلاقات مع الجزائر في هذا الظرف الحساس تخرب فرنسا العلقة بتصريحاتها الغير مسؤولة .

فقد اعتبر الدبلوماسي عبد العزيز رجابي عبر صفحته الرسمية “تويتر” ان تصريح وزيرة الخارجية بشأن النشيد الوطني صادم وغير مناسب بقدر ماهو غير مقبول مشيرا الى ان وزيرة الخارجية الفرنسيةتتمنى ان تكون لها افضل العلاقات مع الجزائر وفي نفس الوقت تشكك في قرار الجزائر السيادي القاضي بتوسيع استخدام نشيدها الوطني في ظل الظروف والشروط التي تختارها الحكومة الجزائرية .

كما أردف رحابي قائلا ان الاناشيد الوطنية ومنذ القرن 18 م رمز للدول وتمثيل تاريخي لوقت معين, واغلبها تشير الى عدو الأمس الا ان كولونا الوزيرة الفرنسية تدعونا الى تكييف “قسما”حسب حالة العلاقات الثنائية.

كما عبر رحابي عبر منشوره على أسفه كون عضو في الحكومة الفرنسية تغذي النقاش بتصريح غير مناسب وغير مقبول في ظرف داخلي تميز بحملة تحركت فيه الاحزاب والشخصيات اليمينية بهدف وضع الجزائر في قلب الجدل الداخلي حول قضايا الهجرة واقحام الجزائر حول عواقب الحرب في اوروبا قصد اضعاف قرارها السيادي في السياسة الخارجية.

مقالات ذات صلة

إغلاق