دولي

بعد تمديد بسنتين و تأجيل ثلاثة مرات، الكونغو تنهي دكتاتورية كابيلا بعد 18 سنة

في انتقال سلمي للسلطة

بعد تمديد بعامين و تأجيل ثلاثة مرات، الكونغوليين اليوم أمام مكاتب التصويت حيث تجري انتخابات تاريخية لاختيار خلف للرئيس جوزيف كابيلا، مصحوبةً بأمل التغيير وبالخوف من العنف والتأخير والمشاكل التقنية.

وقال فيكتور باليبوا الموظف الحكومي البالغ 53 عاما وأحد أوائل الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في لوبومباشي، لوكالة فرانس برس “أشعر بما يشبه التحرّر، أشعر بأنني تحرّرت، أفلتّ من قيود”.

وبدأت عمليات التصويت في عاصمة المناجم كما في كل مناطق شرق البلاد اعتبارا من الساعة 06:00 (05:00 توقيت الجزائر).

وبعد تأجيلها ثلاث مرات، ستؤدي هذه الانتخابات الى اختيار رئيس جديد للبلاد، خلفاً لجوزيف كابيلا الموجود في السلطة منذ اغتيال والده عام 2001. وهذه المرة الأولى التي قد تشهد فيها الكونغو انتقالاً سلمياً للسلطة منذ استقلالها عام 1960.

وأدلى الرئيس بصوته في كينشاسا حيث حضر إلى جانب وزير داخليته السابق والمرشح المدعوم منه إيمانويل رامازاني شاداري.

وبعد ساعتين، حضر أحد زعيمي المعارضة البارزين المرشح مارتن فايولو للإدلاء بصوته، قائلاً إن “هذا يوم كبير بالنسبة الي لأنه يوم نهاية الديكتاتورية والاستبداد، يوم نهاية 18 عاماً من نظام جوزيف كابيلا”.

ومن المقرر أن يقترع المرشح المعارض البارز الآخر فيليكس تشيسيكيدي عند الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي في أحد الأحياء الأكثر شعبيةً في المدينة.

ولم تسجل حوادث تذكر حتى الآن في هذا البلد الكبير ذي التاريخ المضطرب، فيما أرجئت عملية الاقتراع في بيني في الشرق ويومبي في الغرب، بسبب أعمال عنف شهدتها المنطقتان، وفق السلطات.

ونظّمت مجموعة شباب في بيني تصويتاً وهمياً للاحتجاج، وقال أحدهم “مدينة بيني موجودة في جمهورية الكونغو الديموقراطية ولا يمكنهم حرماننا حق الانتخاب”.

وسجلت بعض حالات التأخير في مراكز الاقتراع حيث أمضى المقترعون وقتاً في البحث عن اسمائهم على اللوائح الانتخابية. وشهدت “آلة التصويت” التي تتعرض لانتقادات منذ أكثر من عام لسقطات عدة خلال النهار. وقالت صحافية في وكالة فرانس برس إن شاشة توقفت عن العمل في أحد مراكز الاقتراع في كينشاسا.

وقالت امرأة متقدّمة في العمر لدى خروجها من وراء العازل إن “الآلة المستخدمة للتصويت معقدة جداً. لقد ضغطت (على الشاشة) بدون أن أرى وجه أو رقم المرشح الذي صوتت له”.

وعبر مقترعون آخرون عن حماستهم للمستقبل، “لأن الكونغو مرت بصعوبات كثيرة فنحن نستحق التغيير”، كما قال في غوما الفني باتريس نزانزو.

ولاربعين مليون ناخب في الكونغو حق الاختيار بين 21 مرشحا، معظمهم لم يخوضوا حتى حملة انتخابية.

– ثلاثة مرشحين يتصدرون السباق :

وتخلى كابيلا عن المطالبة بولاية ثالثة يحظرها الدستور، لكن قراره جاء متاخرا، بعدما أرجئت الانتخابات ثلاث مرات منذ انتهاء ولايته الثانية قبل عامين في ديسمبر .

واستقبلت مراكز الاقتراع الناخبين حتى الساعة 16:00 ت ج في شرق البلاد و17سا ت ج في كينشاسا)، على أن تعلن النتائج الموقتة في 6 جانفي، وستليها حتما شكاوى ترفع إلى المحكمة الدستورية. وتتوقع استطلاعات الرأي هزيمة مرشح الرئيس وفوز فايولو. وتجري انتخابات تشريعية ومحلية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.

ورفضت كينشاسا أي مساعدة لوجستية من الامم المتحدة المنتشرة منذ عشرين عاما في الكونغو، كما رفضت أي بعثة مراقبين غربية في هذه الانتخابات.

واستعدادا ليوم الانتخابات، أعلنت السلطات إغلاق حدودها البرية والبحرية والنهرية مع الدول التسع المجاورة لها، من الكونغو برازافيل إلى أنغولا مرورا برواندا.

في المقابل، لم يتم قطع الإنترنت خلافا لما يجري عادة في الأيام التي تشهد توترا شديدا.

وتخللت الحملة أعمال عنف أوقعت نحو عشرة قتلى بحسب جمعية للدفاع عن حقوق الإنسان، لكن السلطات تنفي ذلك.

ورفض مرشحا المعارضة مساء السبت توقيع وثيقة تهدف إلى الحؤول دون وقوع أعمال العنف بعد الانتخابات، بمبادرة من مراقبين أفارقة.
وكالات

مقالات ذات صلة

إغلاق