الأرشيفسياسة

بوجدرة..ينسف “مثقفي الإستلاب”!

 يفتح  الروائي رشيد  بوجدرة  في آخر إصدار له  عن دار “فرانس فانون”  النار على مثقفين سلبوا حسبه  حقائق تاريخية و أخضعوها إلى قراءات مغايرة تماما، لا تمت بصلة لواقع الأحداث نفسها.وفق عقد تاريخية أو مقاربات أيديولوجية و اعتبارات شخصية.

  Les contrebandiers de l’histoire  (مستلبو التاريخ،مهربو التاريخ) ،جاء  كرد فعل  لصدور كتاب فريال بن قانة المسمى “سي بوعزيز بن قانة آخر أمراء الزيبان” وجد فيه صاحب رواية التفكك استفزاز شخصي و معرفي و تاريخي ومحاولة صارخة لتزييف التاريخ وإعادة الاعتبار لشخصية إقطاعية، تعاونت مع المستعمر من أجل مصالحها الشخصية ، الكتاب تم الترويج و الاشهار له عبر حضور رسمي في معهد العالم العربي باريس و إستضافة الكاتبة في قناة إعلامية عمومية و تغطية صحفية، الشيء  الذي أثار زوبعة من ردود الأفعال.

يهاجم بوجدرة الروائي بوعلام صنصال الذي تربى في أحضان الادارة الجزاىرية البيرقراطية ، ويخص بالذكر روايته Le village de l’allemand ، أين يرسم فيه مقاربة تاريخية حقيرة  حسبه حول أعضاء جيش التحرير الوطني كإمتداد لعساكر الجيش الألماني النازي ، صنصال حسب بوجدرة يريد الاقتراب من الدوائر الثقافية الفرنسية الصهيونية ،  في نفس السياق ياسمينة خضرة في رواية ce que le jour doit à la nuit يرسم العلاقة بين الكولون و الأهالي بشكل طبيعي  مبالغ فيه وغير مقبول حسب بوجدرة ، الرواية التي تحولت إلى عمل سينمائي فاشل من تمويل وزارة الثقافة الجزائرية، رغم أنه يحمل مغالطات تاريخية عن واقع مآساوي كان يعيشه الفرد الجزائري إبان فترة الاحتلال .

من جتهها لم تسلم الكاتبة وسيلة تمزالي الرفيقة المناضلة في صفوف التيار الحداثي خلال الستينات، من نيران بوجدرة، حيث  شكل مقتل والدها على يد الثوار عقدة نفسية تجاه تاريخ الحركة الوطنية  حسبه، وجدت في الحرب الأهلية التسعينات فرصة في الهجوم على مؤسسات الدولة الوطنية عبر ترويج من يقتل من ؟ مضيفا بأن وسيلة اطار سامي في وزارة الخارجية إلى غاية التقاعد، تجد فرصة تاريخية في تصفية حساباتها مع الثورة و التاريخ و الشعب عبر تحريف الأحداث في رواية éducation algérienne .

ولم يسلم الروائين كمال دَاوُدَ و سليم باشي أيضا من نقد  بوجدرة ، فحسبه كمال دَاودحاول اعادة إحياء البير كامو وفق تصورات خاطئة عن الشخصـ، و سليم باشي في رواية Dieu Allah moi et les autres قام بعمل  روائي تحت الطلب ،رواية “تعكس رؤيته الضعيفة عن العالم الاسلامي و تاريخه فهو لا يمتلك الأدوات المعرفية عن ابن رشد و لا الحلاج و الا ابن عربي ،سوى التصور السطحي عن الظلامية الاسلامية المتطرفة و في الأخير سليم باشي هو مدير مركز الثقافي الفرنسي في ايرلندا بعدما أراد الاستقرار في فرنسا من أجل المعالجة من المرض” يقول بوجدرة أننا نعيش  أمام محاولات تشويه التاريخ الوطني ، تمييع الهوية الجزاىرية و تسويد صورة الدولة الوطنية كل هذا من أجل الاقتراب من الدوائر الثقافية اليمنية الفرنسية التي تسيطر على الثقافة.

في الأخير يشكر صاحب الحلزون العنيد سعيد بوتفليقة مستشار الرئيس في وقفه إلى جانبه في أزمته مع قناة النهار.

لشموت عمار

مقالات ذات صلة

إغلاق