الأرشيفثقافات

نادي سينما “جاكوب” يسعى لإعادة إحياء الثقافة السينمائية بالجلفة

دبت الحياة من جديد في السينما التاريخية لمدينة الجلفة المسماة “سينما جاكوب” التي وإن لم تتخذ من نفس المنشأة والقاعة مكانا لها، إلا أنها تبنت هذه التسمية لنادي سينما رأى النور قبل أيام بمبادرة من مجموعة شباب محبين وممارسين للفن السابع، أعاد إحياء هذا التراث غير الملموس والعزيز على أجيال من سكان المدينة.

نادي سينما “جاكوب” ليس الأول من نوعه في الجلفة، لكنه حقق إنجازا ثقافيا قيما باستقطابه العشرات من محبي الفن السابع في أول عرض له الذي احتفى بالفيلم الجزائري “البئر” لمخرجه “لطفي بوشوشي”. خيار الفيلم لم يكن عبثيا، فحسب المنظمين عرض فيلم “البئر” يستجيب إلى مساعيهم للنهوض بالفن السابع محليا، كون فيلم “لطفي بوشوشي” يشكل قطيعة مع تقريبا كل ما سبق عرضه من أفلام وطنية بخصوص موضوع الثورة وكونه أيضا يمنح فسحة أمل من أجل ميلاد سينما جزائرية حديثة، تستقطب الجمهور الشاب المتشبع بالأفلام الغربية ومميزاتها الحاضرة بقوة في فيلم “بوشوشي”. العرض الأول لنادي سينما “جاكوب” فاق كل توقعات المنظمين من حيث الحضور الجماهيري الذي فاق قدرات استيعاب القاعة، فالسينما كما عبر عن ذلك أحد المشاهدين هي لغة العصر وأي مبادرة تعنى بها ستستقطب لا محالة جمهورا غفيرا، وربما لا يوجد فن آخر غير الفن السابع قادر على تجنيد الناس بهذا الشكل.

يعمل نادي سينما “جاكوب” بمنهج بسيط ومتعارف عليه في كل نوادي السينما عبر العالم، حيث يقرر القائمون عليه عنوانين الأفلام المقترحة يتم تقديمها والتعريف بمخرجيها قبل العرض، ثم فتح نقاش بعد العرض تتاح فيه الكلمة للجميع سواء كانوا أكاديميين أو مجرد محبين للسينما لمناقشة مختلف جوانب الفيلم سواء الدرامية أو الفنية التصويرية أو الموضوعاتية وهي النقطة التي نالت الأكثر إعجاب المشاركين في نادي السينما لما فتحته من آفاق حوار بين مختصين أكاديميين في السينما وهواة ومحبين لها ولملا سمحت به من تبادل للآراء ووجهات النظر. ويهدف نادي سينما “جاكوب” بالجلفة بالإضافة إلى تنمية حس المشاهدة السينمائية إلى خلق إطار تلاقي واحتكاك لمختلف المهتمين بهذا المجال بغرض تمكينهم من إقرار مشاريع سينمائية مستقبلا، إذ يبدو من خلال أول عرض أن العديد من الشباب يحمل مشاريع سينمائية سواء لأفلام قصيرة أو وثائقية لكنه يفتقد إلى مساهمة هواة آخرين في مجالات عدة تدخل في إطار صناعة المنتوج السينمائي، ناهيك عن نية تنظيم تظاهرات محلية ووطنية لعرض أفلام هواة محليين وجزائريين وكذا تنظيم ورشات تكوينية في مختلف مجالات السينما. وعلى ضوء نجاح أول عرض، فقد قرر المنظمون تنظيم عرض واحد كل أسبوعيين على أمل أن تصبح العروض أسبوعية لاحقا، فالطلب الجماهيري موجود، والشغف بالسينما حاضر، والغائب الأكبر هو مبادرات تستجيب إلى هذه الرغبات، لعل أولها نادي سينما “جاكوب”.

مقالات ذات صلة

إغلاق