آراء وتحاليلالحدث

هل بات مصطلح “المؤثر” في الجزائر رمزًا للردائة والإنحطاط ؟

تشهد الجزائر خلال السنوات الأخيرة على وقع جدل ما بات يعرف بظاهرة “المؤثرين” على السوشل ميديا التي تعيش إنتشاراً لافتاً وتنافساً كبيراً لحصد عدد معتبر من المتابعين والإعجابات دون مراعاة أخلاقيات المجتمع العقائدية ولا تراثه أو عاداته وتقاليده وأعرافه من خلال نشر كل ما قد يلفت الإنتباه من خلال نمط الحياة وتفاصيل روتينية مع تشابه المحتويات التي تركز في غالب الأحيان على قواعد متنافية والواقع يتخللها في البعض الأخر فضائح وقضايا لاأخلاقية بهدف الحصول على الإجابات وإضافة عدد المتابعين وترويج للحسابات كون همهم الوحيد الفوز بتمويل الإشهارت من العلامات التجارية حيث أسقط البعض منهم عدداً من متابعيه في فخ الاحتيال وأخرون في طريق المجون والفسق وجزء أخر إلى طريق الهاوية التي لم يتمكنوا بعد من الخروج من ظلماتها لتحكم مطرقتهم على حقيقة معنى المؤثر الذي ينسب في الواقع لمعنى إيجابي لهاته الكلمة التي وجب لها بأن تنسب لشخصية إجتماعية مفيدة بالإيجاب تكون محبوبةً وصادقة.

وقد تفوقت هذه الفئة التي ينسب أغلبها للجيل الجديد من الشباب الذي جرّ معه الملايين من المتابعين إلى كهفها المظلم على تلك الفئة من الشخصيات النخبوية والثقافية وصانعي المحتوى الهادف في الجزائر والتي باتت لا تلقى التجاوب الكافي مع المضامين المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي حتى وإن كانت بفكرٍ راقٍ وأفكار قد تعود بالإيجاب على الأجيال والعصور خاصة في ظل ما أسماه البعض منهم بالتعتيم ومحاولة التحطيم الذي يلقونه مقابل فتح المجال لكل ما ينشر الردائة ويبعد الأمم عن الأهم.

ومن جانب أخر يعتبر المتابعون أن شريحة واسعة من ما بات يعرف بالنخبة والنشطاء قد فشلت في تجديد أدواتها الإتصالية ومواكبة لغة العصر مما جعلها رهينة التصورات العتيقة والمظاهر الروتينية .

عبدالصمد تيطراوي

مقالات ذات صلة

إغلاق