آراء وتحاليلالأرشيفسياسة

أويحيى من البراغماتية إلى الشعبوية!

“هؤلاء أتوا بطريقة غير شرعية، وأصبحوا مصدرا للمخدرات والجريمة و آفات كثيرة أخرى”.

بهذه العبارات القاسية،النهائية والتي لا تترك لسامعها أي مجال للتأويل.إختصر أحمد أويحيي الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي،ومدير ديوان رئاسة الجمهورية موقفه وموقف حزبه مما بات يعرف بأزمة اللاجئين والمهاجرين الأفارقة في الجزائر.

أثارت هذه العبارات القاطعة من مسؤول جزائري رفيع  المستوى، تنديدا  لدى البعض وقبولا  لدى الآخر. حيث إنقسم الناس مرة أخرى كما إنقسموا حول  قضية اللاجئين،بين من يرى بأن واقع البلاد الإقتصادي لا يسمح بإستقبال وافدين جدد ولا بالإبقاء على المتواجدين في شتى الولايات،في حين شدد آخرون على البعد الأفريقي والإنساني للجزائر مطالبين بمد يد العون للآخر عوض بترها،كما تخلل هذا الجدل عبارات عنصرية يندى لها الجبين.

وبعد أن خمدت القضية على الأقل إعلاميا، أشعلها أويحيى من جديد،حيث يصعب على  المتتعبين مقاربة تصريحاته دون نسبها للدولة الجزائرية، نظرا لمنصب الرجل الحساس الذي يتعمّد في بعض الأحيان خلط القبعات (رئيس حزب- مدير ديوان رئاسة الجمهورية)، لتأتي تصريحات وزير الخارجية عبد  القادر مساهل لتقوي الطرح الذي يقول بأن خرجة أويحيى لم تكن حزبية ضيقة. فمساهل يرى بأن “ظاهرة المهاجرين غير الشرعيين باتت تهدد الأمن القومي، و من واجبنا الدفاع عن سيادة الجزائر وعلى أمنها” وبأن سبب تفاقم الأزمة يعود “لشبكات ومافيا وراء النزوح الكبير للأفارقة نحو الجزائر “.

وبالعودة إلى  خطاب رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى في الأشهر القليلة الماضية، نجد فيه نقدا لاذعا للشعبوية والإرتجال ،ومطالبة بتقديم الأرقام الدقيقة لوصف كل ظاهرة وقول الحقيقة للشعب الجزائري مهما كانت  قاسية( سهام كانت موجهة أساسا للوزير الأول المقال عبد المالك سلال) .

عناصر  لم يعر  لها رجل “المهام القذرة” و”خديم  الدولة” كما وصف نفسه  ذات يوم أي إهتمام ، حيث إسترسل في كيل التهم للمهاجرين الأفارقة دون تقديم الأرقام ولا الإحصائيات التي تدعم طرحه الخطير جدا فالقول بأن المهاجرين تحولوا “إلى مصدر للجريمة وللمخدرات” يجبر مسؤولا بحجم أويحيى على تقوية طرحه بإحصائيات دقيقة، عوض البحث عن شعبية مفقودة في ركوب موجة عنصرية إجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق