الأرشيفثقافات

فريكلاين…رحّالة يجوب إفريقيا

“نوماد” هو الإسم الذي أطلقه أعضاء فرقة “فريكلاين” على ألبومهم الثاني الذي تم عرضه على الجمهور لأول مرة أمسية البارحة بقاعة إبن زيدون برياض الفتح، ألبوم من 11 أغنية، تظهر فيه جليا بصمة فريكلاين، من كلمات مستوحاة من يوميات الجزائري، وأنغام تأخذك في رحلة عبر عديد الطبوع، وحضور بارز للنغم الإفريقي، رائحة ماما أفريكا صارت مرادفا لفريكلاين، “نوماد” مزيج من الروك والفولك الذي اعتادت الفرقة على تقديمه مع تطعيمه بقبسات من الأنغام المغاربية المشهورة في شمال إفريقيا والصحراء.

“إفريقيا بيد الله” جولة مع فريكلاين في عديد المدن والعواصم الإفريقية، رسالة سلام وحب لشعوب “قارة الميعاد” التي استنزفتها الحروب والأوبئة،فبعد أن تنتهي الفرقة من ذكر أكثر من ثلاثين مدينة إفريقية، ترسل للعالم نداء من قلب قارة الفقراء “أوقفو حروبكم، أوقفوا مجازركم، توقفوا عن زرع الخوف في قلوب الأطفال، إفريقيا أمي، أرضي، أرض الميعاد”، الأغنية تحمل طابعا إفريقيا ممزوجا بالموسيقى الغربية، وتحملك حقا  في رحلة من الجزائر العاصمة إلى هراري في أربع دقائق وبضع الثواني.

الرواج الكبير الذي عرفته أغنية “بنت السلطان” التي ضمّها ألبوم الفرقة الأول المعنون ب “لالة ميرة”، جعل اعضاء الفرقة يفكرون في إدراج أغنية من نفس الطابع فكانت أغنية “زين البشرى”، الغارقة في المدح النبوي على طريقة الموشحات الأندلسية التي غالبا ما تبدع فيه الفرقة، مضيفة صبغة الحداثة سواء في الألات المستعملة أو في طريقة تأديتها من طرف مغني الفرقة شمس الدين عباشة.
إختارت الفرقة أغنية “أمازيغية” ليتم تصوريها لتقديم الألبوم، الأغنية مزيج من عدة طبوع تلتقي داخل قالب موسيقي واحد، تم تصوير الأغنية في تمنراست، أغنية تاخذنا إلى عمق الهوية الجزائرية ببعدها الإفريقي الأمازيغي المغاربي، كما ظهر بوضوح تأثر الفرقة بالطبوع الجزائرية البحتة كالشعبي والراي، خاصة في أغنيتي “السوق” و”دنيا”، هذه الأخيرة التي اعتبرتها الفرقة حوارا جدليا بين الإنسان والحياة، رحلة في عمق حياة الإنسان التي تتقاذفه الصراعات من كل جانب، حياة تسير بسرعة مفرطة وسط دهشة الإنسان حين يفتح عينيه فيجد أن ماكان قريبا بالأمس صار أكثر من حلم اليوم.
في أغنية “انا ندور” نزلت كلمات الأغنية لتسير برفقة شاب جزائري أنهكه الواقع وحطمه سوء الحظ، في رحلة البحث عن وظيفة وسط مجتمع لا يرحم، ومستقبل غامض للعباد والبلاد، رسالة شاب جزائري يريد فقط العيش بكرامة داخل أسوار بلده، أغنية أخرى من المرجح أن تشهد نجاحا وسط الشباب، وهي أغنية “طوني مونتانا”، والتي اعتبرتها الفرقة تواصلا لأغنية “خويا المدني” الصادرة في الألبوم الأول، حيث تحمل الأغنية تشريحا لوضعية البلد بطريقة ساخرة متمثلة في فلاح قامت عصابات الفساد بغرس “نبتة الماريخوانا” في حقله دون علمه، ليجد نفسه عرضة للإتهامات والتفتيش المتواصل حيث دفع الثمن لوحده، فيما تمكنت العصابة من البقاء بعيدا عن أعين المراقبة والتفتيش، رسائل كثيرة يحملها لنا “رحّالة فريكلاين”.

مقالات ذات صلة

إغلاق