آراء وتحاليلنقطة رجوع

معركة تحرير الوعي هي مبادرة وليست مؤامرة!!

الوعي حالة عقلية يكون العقل فيها بحالة إدراك وعلاقة مع المحيط الخارجي وتواصل مباشر عن طريق حواس الإنسان الخمس،وهذا ما يجعله مقبل على معرفة ما يجري حوله من حقائق وبعض الوقائع التي تجعله في ميزان متقابل مع بعض التحكمات التي ذكرها علم النفس وهي: الإحساس بالذات، والإدراك الذاتي، الحالة الشعورية، الحكمة العقلانية، القدرة على الإدراك الحسي، كلها أمور تلخص لنا  تعريف الوعي باختصار هو ما يكون للإنسان أفكار وتوجهات نحو المجتمع أو المحيط الذي هو فرد منه ، لكن الوعي مرتبط بالشخصية سواء كانت واقعية أم تحوم حولها الأمراض النفسية ،لأن الوعي الصحيح هو ارتباط الشخصية بالواقع الصحيح ، والواعي المزيف هو ابتعاد الشخصية عن بوصلة الواقع ، إذا قلنا الوعي أكبر مصادره هو العلم بما يجري فإن  اكتماله هو العمل لتغير  وحمل المجتمع من بوابة الفساد إلى  مدرج السالكين .

قبل أيام أطلق بعض الأساتذة المحترمين وبعد النخب الفكرية حملة فكرية تحمل عنوان[ معركة تحرير الوعي]على مواقع التواصل الاجتماعي، فكرة رائعة  يحتاجها المجتمع كثيرا ،لكنها لم تجد إجماع كلي حتى يبدأ جنود النخب الفكرية في رعايتها، كنت أنتظر أن من ينتقد الفكرة يقوم بطرح نقد علمي ، إلا أن خيالهم الواسع جعلهم  يفتحوا باب الخيال على أنها مؤامرة خارجية وأيادي أجنبية وفي الحقيقة ما هي إلا وردة جزائرية تحتاج من يراعها ويبني حولها سياج لحمايتها من الشمس والأمطار ، أتمنى أن يفهم المعارضين أن المجتمع الجزائري يحتاج إلى تفعيل الطبقة العلمية لتأخذ زمام الأمور وتطلق  شعار العمل من اجل مجتمع واعي متحرر من الأفكار  السلبية والطاقات الفاسدة، لو كان في الأمر مصلحة انتخابية ووجدنا هذا الاعتراض من بعض الناس لا أصبحنا مساندين لهم في اعتراضهم ، لكن كلمة الوعي تحمل معها العلم  بكامل  طرقه  لأن ما يحمله المجتمع يجلب الدهشة بكل صراحة لكن لا يفقد الأمل في تسوية الأمة إلى طريق الصواب وهذا ما جعل أنيس منصور يقول [ الدهشة هي  بداية المعرفة  الإنسانية ] وكأنها تجارب الحياة تمر على شخص مرة واحدة ولا تمر مرة ثانية وكثيرا ما نسمع تلك الكلمات [ لقد تعلمت من الدنيا ] يعني كسب معرفة  المحيط مع خبرة التجربة و عدم الوقوع في الخطأ مرة  أخرى مستحيل ،هي مبادرة بحملة فكرية وليس تجارية حتى يخرج عليها كل هذا الحمل ،المجتمع لا تنفعه البحبوحة المالية إلا بتسيير فكري للاقتصاد ،والمجتمع لا يستطيع تصفية شوائبه الداخلية إلا بتجمعات علمية  لتحرير الوعي وتوحيد جميع الطبقات الشعبية ، لكن الواقع الحالي هو من عدة جبهات عديدة  بداية من الحالة النفسية التي خرج الشعب الجزائري منها أيام قضية الإرهاب إلى المدرسة  الجزائرية التي لم تعد تصنع إطارات قوية وكفاءات علمية  لتحريك المجتمع إلى وعي متحرر ، وهذا ما قاله سبحانه تعالى [ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ].

إذا قلنا الوعي هو  العلم زائد العمل ، فتحرير الوعي هو  العلم بزيادة العمل مع تسيير الأمور بدقة كبيرة بعد عملية التخطيط لوضع حلول مناسبة ، فتفعل عنصر العمل على الحياة اليومية للمجتمع يحتاج في البداية إلى بناء  إرادة فولاذية تحدد الهدف وتطبقه مع ربط المعادلة بكل الحسابات التي تجعل تحقيقه أمر مناسب وليس مستحيل وهذا ما يعطي انطباع إلى جنود النخبة الفكرية لإطلاق مشروع صناعة الشخصيات المناسبة للقضاء على الأمراض النفسية التي تجعل  الشخصية تعيش الوهم الزائد الذي يبعدها عن  الوعي الفكري الصحيح وهو الواقع اليومي لأن أساس تغير المجتمع هو نقطة البداية ، والبداية تحمل معها أمور عديدة لكن أهم فيها تطبيق مبادئ القرآن الكريم لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، أو مثل ما تقول الحكمة الفلسفية  التي كثيرا ما بدأ الغرب بصناعات نظريات منها  وهي [ إذا أردنا تحريك العالم علينا بتحريك أنفسنا ] المعادلة بسيطة لتحرير الوعي خصوصا في مجتمع الجزائري  علينا بحكمة تجمع كل الطبقات الشعبية في طريق واحد بدون أن نتلمس العقائد أو الجذور التاريخية ، لأن الفتنة مرض نفسي خطير يجعل بعض الناس مبرمجين على إفساد أي خطة فكرية لتحرير الوعي لأن الوهم الذي يبدأ من هؤلاء أنهم يدافعون عن عقائدهم وشرفهم إلا أنهم يرتكبون خطأ كبير في حق المجتمع ، إما أن يكون الفكر هو رفع الوعي وتحريره من شوائب الفساد بصفة عامة ويد واحدة أم استمرارية العنف ومستنقعات  الفاسد التي نعيشها .

مقالات ذات صلة

إغلاق