الأرشيف
موقع الطريق نيوز يودع المرحوم قاضي ويترحم عليه
أيها الموت !! أيها الموت !! لست جاهل حتى أكتب حروف فوق الإسلام، لأني مؤمن بالله بقدره خيره وشره ، لكن اعذروني فأنا بشر أملك قلب يحزن ، يموت،يتحطم،ينكسر،وما الحزن إلى قوة ضاربة تحطم البشر من أول دقيقة، أيها الموت أنت تأتي في غفلة كبيرة وترحل بصمت،فبأي لغة نخاطب أنفسنا حتى نزيل الكآبة والحزن من رحيل الأصدقاء ،أي كلمة نقولها أيها الموت حينما تأتي وكأنك تنشر الصمت،بحضورك ينعدم الكلام ويتوقف العقل ويتغير الشعور من الأحسن إلى الحزن،بعد كل هذا ألا يحق لي أن أقول تلك الكلمة التي خرجت من أعماق داخلي [ أيها الموت !! ] .
اليوم الأسرة الإعلامية تودع أفضل فرسانها وأقوى أساتذتها إنه [ القاضي بومضول ] في عز السنين ولم يتعدى الأربعين رحل عنا ، أخد عطلة ليرتاح ولكن راحته كانت من أجل العلاج ، أخد راحة ليرتاح من ضغط مهنة المتاعب ، لكنه ارتاح راحة أصبح فيها فرد من أفراد القافلة السائرون إلى ربهم، من منا سمع خبر مرض الأستاذ القاضي بومضول ؟ كبرياء النفس عزة الإنسان وقوة شخصيته فرض من فرائض الوجود ،كان يتألم بصمت وظل كذلك حتى قام أجله . وما من قلب يصبر على فراق الأحباب،وما من عقل لا يحدث فيه انقلاب، وجوه نيرة وفيها الخير والمحبة وكأن الموت يقطفها من بستان الجمال وأرض الرجال، يا رب أنت سميع العليم نريد أن يستمر جمال بستاننا وهو يحمل بين أطرافه الخير برجال أشرقت عليهم شمس الحق، قلوبهم وتر من أوتار الدنيا ولحنهم لحن أمل في ساحة مليئة بالظلام . لا شيء يبقى الكل يزول ولكن ذلك الحزن لا يحترم قواعد الكون، عندما تحترم رجل مثل أستاذ [ القاضي بومضول ] بأسلوبه المتواضع ومساندته لك يفرض عليك أن تحبه وتحترمه وتقدره وتجعله لنفسك قدوة ،وفجأة يصلك خبر موته أي شعور تشعر به وكأن الأمان رحل ، الأمل لم يعد موجود ،الشمس لم تشرق ، الغيوم سحبت والمطر لم ينزل ، فتوقع أي شكل سيكون لك وأنت يصلك خبر وفاة أعز الأحباب . رحمك الله رحمة واسعة وأفسح لك كل طريق إلى الجنة ، أصبحنا لا نملك شيء إلى دعاء لك سيدي ن لكن كما تكلم العديد عنك سأعيد مقولة مشتركة بيننا [ كن واثق أننا لن ننساك ] لكن بين القلب والعقل هناك خيبة أمل بكل صراحة ، ماذا فعلنا من أجل أستاذ غادرنا ولم يعد موجود معنا ؟ نحتاج إلى من يكون سند لصحافي حتى بعد موته ، اي يفتح المجال ويهتم بعائلته ،رحيل بدون موعد مثل القلب الذي يبتعد.
بقلم جمال الصغير