ثقافات

هل ستعودين؟ … بقلم بلقاسم بوبكر

غادرت طيور الليل تلال الحياة، وحلت على رباها عصافير النهار.
أصوات الصيادين تبشر بقدوم يوم جديد
جحافل القوارب تغزو الشاطئ.
إرتشفت فنجان القهوة السوداء الباردة على عجل،ومضيت.
لم تتغير إحداثيات المكان.
لازال كل شيء في مكانه.
الكراسي جاثمة على الرصيف.
آلات اللعب تتناقل ابتسامات الصغار يمينا و يسارا.
صخب الموج لا يزال نفسه.
حتى باعة الشاي لا يزالون هناك
بباقات الحبق والنعناع…لم يتغير شيء.
الشحاذ ذو اليد المكسورة لازال هناك
تفاصيل الحياة لم تتغير.
فلما تغيرنا.
لازال الناس يتدافعون إلى الحافلات.
ولا زال القطار يمر من تلك الطريق الضيقة الصاعدة.
حتى الناس لم يتغيروا.
مواضيعهم.
ضجتهم.
نحن فقط من أبى الثبات وتغير.
لازالت المروج في قريتنا خضراء لم تتغير.
أظن أثار أقدامنا لازالت هناك.
والراعي وقطيع غنمه.
وتلك الصخرة وقد تشبثت نتؤاتها في الماء.
أيضا لم تتغير .
أنا وأنت..
كان خوفنا أن لا شيء في العالم قد يتغير.
فتطوعنا واخترنا أن نتغير.
أتدرين؟
لما غادرت المدينة…فقدت بياضها… “مزغنة” لبست رداءا أسود.
يومها رأيت في حلمي أن جزيرة سمطرة قد عادت الى الوجود.
وأن أسراب الحمام قد غادرت الساحة الحمراء.
أحسست أن صدعا قد حدث في برج إيفل.
واستقام قوام برج بيزا.
وانصهرت قباب الذهب في قصور بروناي.
يوم ذهبت، توقف الأمازيغ و الكتالان عن التمرد
يوم غادرت ،إنبعثت الحياة من جثث الاهرامات.
وجف الفرات.
فهل ستعودين.
وتعود رايات الفخر للجولان.
وتعود الحياة لحنايا القدس و حارات الشام.
هل ستعودين.
ويعود مجد الموصل.
وحدائق بابل.
و تزول طوابير الشك.
عندما تعودين.
سنزور جوامع القيروان.
و نمرح بما علق من عبق الأندلس بتلمسان.
و أنام قرير العين مبتسما في خلاء نواقشوط.
سأظل هنا أنتظرك.
وأكتبك في ما روته شهرزاد لملك الهند.
سأبحث عنك في أحاديث البخاري.
في التوراة و الأناجيل.
أنا هنا…أمام المرفأ…لن أغرق…
أنتظرك أيتها الحرية الحمراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق