الأرشيف

الأفق المبهم .. ديناصوراتنا

حمزة بركاني
حمزة بركاني

قام بعض البسطاء من المواطنين ، بعملية حفر من أجل وضع أسس لقواعد و أساس لبنيان يشبه سكنات العزة والكرامة في بعض الولايات كتيسمسيلت …الونشريس …و بيض السهوب ، وأثناء عملية الحفر هذه إكتشفوا بالصدفة هياكلا عظمية لمخلوقات إنقرضت في غابر الأزمان ، لكن بصمتها بالمكان كانت عميقة ، وكإجراء طبيعي إتصل المواطنون بالسلطات المحلية لإعلامهم بالحادثة …. فهب المختصون من شرطة علمية ودرك جنائي و حماية مدنية و مراكز بحوث و طلبة مستكشفين للمكان ، إذ نقلت العينات بحيطة و حذر كما تنقل قراطيس الكاوكاو المسماة أسئلة الباكالوريا تحت حراسة و يقظة شديدة …فتحت المختبرات مع بداية تجهيز الطاولات تحت الأضواء الكاشفة …ولبس المخبريون و الباحثون بدلة العمليات من مآزر و كمامات …أظن أن الحدث جلل و القرية المغبونة الآهلة بالمساكين ستصنع الحدث و تصبح مزارا ومتحفا مفتوحا بدون زوايا و قبور تشيد و لا طبل و دف يقرع ولا حناء تدهن ولا طقوس غريبة تمارس إنتظر القوم و داومت المخابر و عوينت العظام و حظر الطلبة باهتين و أرسلت الإشارات و نظم المؤتمر مصاحبا بزردة على شرف المدعويين مقابل إنتظار الصحفيين و المصورين ….و وقف المكلف معنقرا طربوشه و رافعا رأسه فرحا و كأنه سيعلن عن دواء سرطان او حل لأزمة و يا للأسف كان الإكتشاف أن العظام لديناصور ..لم يكن ليتصور أحد أسف الخائبين …. ولكنه واهم من يظن بأن الديناصورات قد أخذهم الإنقراض …وإن بعض الظن إثم إداراتنا و ووزاراتنا و سفاراتنا و قنصلياتنا بلدياتنا ودوائرنا و ولاياتنا و مجالسنا و برلماننا قطيع من الديناصورات المتوحشة الآكلة للحوم و الشاربة لدماء الشهداء و اليتامى و الأرامل و الفقراء و المساكن و يبقى الأمل في إنقراض قريب و عاجل …

بقلم حمزة بركاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق