Mobilis Ad

ANEP PN2400002

آراء وتحاليلدولي

ماذا يحدث في مملكة محمد السادس؟

صدق من قال إن لكل أزمة مسببات وتداعيات. ها نحن اليوم نشهد حدثًا جللًا يؤكد أن السياسة العرجاء تولد وتفرز الأزمات والغضب الشعبي، الذي يعتبر السبيل الوحيد لتغيير الواقع المعاش.

المملكة المغربية تعيش منذ قرابة عامين على صفيح ساخن، بسبب الواقع المعيشي والاقتصادي والسياسي المزري الذي يعيشه الشعب المغربي. لقد أصبح الاستبداد والحكم البوليسي هما الحل الوحيد لكبح هذا الغضب الذي وصل إلى أعلى درجاته.

يوم الجمعة المنصرم، تعرض موكب الملك محمد السادس لرشقات بقارورات المولوتوف من طرف شخص، تعبيرًا عن السخط والغضب الذي يعتمل في قلوب جميع أطياف المجتمع المغربي، الذي يعاني الفقر والجوع وتدني مستوى المعيشة مقارنة بالزمرة الحاكمة التي نهبت وما زالت تنهب ما تبقى من خيرات البلد.

في كبريات الصحف ووسائل الإعلام العالمية، نجد أن مؤسسات الدعاية المخزنية لم تجد وسيلة للدفاع عن نفسها سوى اتباع سياسة التضليل والتعتيم الإعلامي لتخفيف وطأة هذا الحدث الجلل الذي أصبح حديث الساعة. فقد خرجت صحيفة هيسبرس، المعروفة بقربها من جهاز المخابرات المخزنية، بتقرير يفيد بأن الشخص الذي أقدم على هذا الفعل هو مختل عقليًا.

الغريب في الأمر أن المختل عقليًا لا يمكن له أن يقوم بتحضير قارورات مولوتوف، التي تستوجب الكثير من العقل والخبرة لتجهيزها. أيضًا، كيف يمكن لمختل عقلي أن يعرف بأنه في ذلك اليوم سوف يمر موكب رسمي للملك محمد السادس؟ هنا يتضح لنا جليًا أن آلة الدعاية المخزنية وداعميها أصبحت مفلسة من ناحية محاولة إقناع عامة الشعب بأن هذا الفعل عرضي وشاذ.

إن نسبة الاحتقان التي وصلت إليها النفسية الجماعية للشعب المغربي توحي على الأقل بأن هناك أمرًا جللًا متوقع حدوثه قبل نهاية السنة الجارية، نظرًا إلى الأحداث التي شهدناها مؤخرًا، مثل عملية حرق شاب لنفسه، وكذا المعلومات المسربة التي تفيد بأن الحالة الصحية لملك المغرب في تدهور كبير، حيث تشير التقارير الإعلامية إلى أنه لم يعد يقوى على مزاولة نشاطه بصورة طبيعية، بسبب إصابته بمرض الانسداد الرئوي وما ترتب عليه من أعراض أخرى، حيث أصبح لا يقوى على الكلام ورفع يديه.

هذا الفساد المتفشي ازداد بلسما ببعض القرارات التي لا تخدم حاضر ومستقبل المملكة المغربية، والتي أعطت شيكًا على بياض للكيان الصهيوني، الذي أصبح الحاكم الفعلي سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا ودينيًا.

من أجل كبح جموح الشعب الثائر بسبب الجوع والعطش، الحالم بحياة كريمة بعيدا عن الفساد المالي والأخلاقي المتفشي في دواليب السلطة من أعلاها إلى أدناها، توحي جميع المؤشرات بأن الانتفاضة الشعبية باتت قريبة جدًا، مما سيفرض على نظام المخزن الغرق أكثر فأكثر في وحل الاعتقالات التعسفية وتقييد الحريات الفردية والجماعية.

فهل سنشهد في الأشهر القليلة القادمة ثورة شعبية في مملكة محمد السادس؟ وهل المولوتوف هو دليل على اشتعال الوضع؟ وهل ستتحول المظاهرات الليلية إلى نهارية؟ وهل ستتدخل منظمات حقوق الإنسان والحريات لحماية ما تبقى منها في المغرب؟ كلها أسئلة تستوجب أجوبة موضوعية.

محمد لمين مغنين

مقالات ذات صلة

إغلاق