آراء وتحاليلالحدث
اتحاد “مزعوم” وغرب عنصري يواصلان التضليل ضد إيمان خليف: آن الأوان للتحرك القانوني
يستمرُّ ما يُسمى بـ “الاتحاد الدولي للملاكمة” في حملته
المشبوهة ضد البطلة الجزائرية إيمان خليف تحت ستار “تنوير الرأي العام”، حيثُ عقد ندوة صحفية، ظهر اليوم الإثنين، بغرض التشويش على البطلة الجزائرية والإصرار على اتهامات باطلة تتعلق بجنسها. تصريحات الاتحاد جاءت لتزيد الطين بلة، محاولاً إثارة المزيد من الغموض والشكوك، رغم أن الجميع يعرف سمعته السيئة وتاريخه المليء بالفضائح. في ظل هذه الهجمة الشرسة، بات من الضروري أن تتحرك الجهات المختصة في الجزائر لمحاسبة كل من أساء إلى شرف وكرامة إيمان خليف والنساء عامةً.
الاتحاد “المزعوم” يستغلّ إيمان خليف كأداة لتحقيق أهداف سياسية دنيئة
عشية النصف النهائي التاريخي الذي سيجمع الملاكمة إيمان خليف بنظيرتها التايلاندية جانجيم سوانافينغ، قام ما يُسمى بـ “الاتحاد الدولي للملاكمة” بعقد ندوة صحفية بظاهر “تنوير الرأي العام”، لكنها في الحقيقة كانت محاولة بائسة للتشويش على البطلة الجزائرية والإصرار على الاتهامات الباطلة والمُلفّقة بشأن “جنسها”.
هذا الاتحاد المزعوم حاول مرة أخرى إثارة المزيد من الغموض حول قضية إيمان خليف من خلال تصريحات رئيسه التنفيذي كريس روبرتس، الذي قال بكل وقاحة إنه “لا يستطيع الكشف عن نتائج اختبارات الأهلية بين الجنسين بالنسبة لإيمان خليف، ولكن استبعادها من بطولة العالم للسيدات 2023 يعني أن الجمهور يمكنه قراءة ما بين السطور”.
تصريحات كريس روبرتس ليست غريبة على من يتابع الشأن الرياضي، فالجميع يعلم أن هذه المنظمة المزعومة معروفة بسمعتها السيئة وتتناقض تمامًا مع الفن النبيل. ففي جوان 2023، سحبت اللجنة الأولمبية الدولية الاعتراف بالاتحاد الدولي للملاكمة بسبب نموذج الحوكمة والتمويل ونظام التحكيم، وذلك بعد سنوات من الصراع المستمر بين الطرفين.
وبالتالي، لا شك أن هذه المنظمة غير النزيهة تسعى لتصفية حساباتها القديمة والجديدة مع اللجنة الدولية الأولمبية، مستغلّة البطلة الجزائرية إيمان خليف كأداة لتحقيق أهدافها السياسية الدنيئة بقيادة الروسي عمر كريمليف وحاشيته.
وما يزيد الشكوك حول تمويلات الاتحاد المزعوم وعدم نزاهته هو تقديمه لمبلغ مالي قدره 100 ألف دولار للملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني التي انسحبت من المنازلة ضدّ ايمان خليف في ربع نهائي أولامبياد باريس 2024. هذه الخطوة تفتح المجال لكثير من التساؤلات حول نوايا الاتحاد ومصداقية إدارة أمواله، فتقديم المال لملاكمة انسحبت وأثارت جدالا واسعًا واتهمت إيمان خليف في “جنسها” يفتح الباب أمام احتمالات التلاعب والتدخلات المشبوهة في نتائج المنافسات، كما أنّ هذه التصرفات مصدر قلق إضافي يعزز الشكوك حول شفافية وسمعة هذا الاتحاد.
ايمان خليف تكشف العنصرية المتجذرة وازدواجية المعايير لدى الغرب
من المعروف أن الألعاب الأولمبية، التي تُقام كل أربع سنوات، ليست مجرد حدث رياضي، بل تهدف إلى تعزيز التفاهم والتعايش والسلام والأمل والتضامن بين مختلف الثقافات والأمم. أو هكذا اعتقدنا حتى وقفت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف على الحلبة، أو حتى قبل أن تصعد!
ترتفع راية الألعاب الأولمبية كل أربع سنوات بلونها الأبيض ودوائرها المُلوّنة المترابطة التي تمثّل القارات الخمس، بهدف توحيد العالم وتناسي الضغائن والأحقاد. لكن في هذه الدورة التي تُعقد بباريس، عاصمة فرنسا، اختارت بعض الشخصيات المؤثرة عالمياً التناقض والازدواجية شعارًا لها، ضاربة عرض الحائط شعاراتها الرنانة وخطاباتها الإنسانية ودعواتها إلى المساواة والحريات. كشفت هذه الشخصيات عن عنصريتها وكراهيتها للنساء وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان.
البطلة الجزائرية إيمان خليف كانت جاهزة لهذا الحدث الهام في مسيرتها الرياضية، لتواجه خصومها من مختلف الجنسيات. لكن الصدمة كانت أنها وجدت نفسها في مواجهة شخصيات عالمية بارزة مثل الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والروائية البريطانية جي كي رولينج، مؤلفة سلسلة «هاري بوتر». هؤلاء اتهموها وشكّكوا في جنسها ووجّهوا لها اتهامات باطلة تمس كرامتها كامرأة، واستغلوها سياسياً. هؤلاء الذين لا يتوقفون عن إلقاء محاضرات على البشرية حول حقوق الإنسان، ويعودون في كل مناسبة وغير مناسبة للتفاخر بالاتفاقيات الدولية.
ترامب وميلوني وأمثالهم يعلمون جيداً أن القوانين الدولية وقوانين بلدانهم تحظر التنمر والتضليل والتمييز والعنصرية وتعاقب عليه، وينفقون أموالاً طائلة لمكافحة التحرش والتمييز وخطابات الكراهية والأخبار الكاذبة، بما في ذلك في المجال الرياضي.
إن هذا التناقض الفاضح بين ما تدّعيه هذه الشخصيات وما تفعله على أرض الواقع يكشف عن النفاق والازدواجية في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان. بدلاً من أن تكون الألعاب الأولمبية منصة لتعزيز التفاهم والتعايش، أصبحت ساحة للكشف عن العنصرية والتحيز المتجذر وازدواجية المعايير في بعض الشخصيات والأصوات القادمة من الغرب.
التحرك القانوني والدولي لرد الاعتبار للبطلة الجزائرية ضروري
الأهمّ اليوم هو ألّا يبقى هؤلاء من دون حساب. فمن الضروري أن تتحرّك الجهات الوصية والمؤهلة في الجزائر لمحاسبة كل من سوّلت له نفسه الطعن في شرف وكرامة إيمان خليف، البطلة الجزائرية التي أكّدت بالحرف الواحد أنّ “القضية قضية مساس بشرف وكرامة كلّ امرأة وكلّ أنثى”.
كذلك، يجب على السلطات المخوّلة ألّا تكتفي بتحريك دعوى قضائية، بل أن تلجأ أيضًا إلى المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية التي لاطالما اتخذها الغرب ذريعة وأداة لابتزاز الدول، فالحملة الشرسة والاعتداء الخطير الذين طالا خليف جروا في سياق دولي من طرف شخصيات معروفة ذات تأثير عالمي وصحف عالمية وُسمت بحرية الصحافة والشفافية والمهنية، كما أنّ ذلك سيكون رسالة للعالم بأسره ووضع حدّ للسلوكيات المماثلة مستقبلًا.
صحيح أنّ اللجنة الأولمبية الجزائرية ووزارة الرياضة والجهات الرسمية وقفت إلى جانب الجزائرية إيمان خليف، سواء بتقديمها شكاوى إلى اللجنة الأولمبية الدولية أو من خلال البيانات الرسمية التي تهاطلت منذ أوّل تغريدة شكّكت في جنس البطلة، إلّا أنّ ذلك يستدعي أن يتجاوز الردود الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي وأن يتجاوز حدود اللجنة الأولمبية الدولية. حيث يجب على هؤلاء الكاذبين والملفقين أن يتحمّلوا مسؤوليتهم الكاملة عن الضرر النفسي والمعنوي الذي تسببوا فيه لخليف.
قضية إيمان خليف، البطلة الجزائرية، قضية رابحة حتى قبل أن تدخل أروقة المحاكم، فاللجنة الأولمبية الدولية أنصفتها والعالم بأسره شاهد على الظلم والتمييز الذي طالها، والضرر المعنوي والنفسي الذي تعاني منه اليوم.