آراء وتحاليل
العقاب الجماعي يزيد الطين بلة !
طريق نيوز : غابت الحلول في الوقت الذي تصاعدت فيه موجة العنف في الملاعب ، فما حدث بملعب الشهيد حملاوي ينذر بما هو أسوأ إذا تجددت الظروف ، ما تزال الجهات المسؤولة عن تسيير شؤون الكرة في البلاد تبحث عن مخرج لمشكلة العنف التي وإن هدأت فترة فإنها لم تغب عن المدرجات والمستطيل الأخضر، ففي الوقت الذي ساد التفاؤل بمشاهد التنافس بين أنصار الفرق بتيفوهات عالمية تبهر المشاهد وصور حضارية في المدرجات عاد العنف مجددا ليكون الحدث بين ناديين عريقين يتمتعان بقاعدة جماهيرية كبيرة .
الرابطة الوطنية لكرة القدم وان كانت لم تتأخر في إصدار الأحكام والإجراءات الا انها لم تتخل عن عادة قديمة هي العقاب الجماعي ، فإذا المذنب هو جمهور شباب قسنطينة أو إتحاد الجزائر أو أي فريق اخر فلماذا تحرم جماهير 16 فريقا كاملا من مشاهدة فرقها، ثم هل يمكن أن يقدم اللاعبون مستويات مقنعة أمام مدرجات فارغة ، أم أنه يمكن التسويق للبطولة الوطنية والكرة المحلية بهذه الطريقة ، العقاب الجماعي ليس حلا في كل الحالات وفي جميع المجالات .
ما يزال القائمون على شؤون الكرة يستبعدون التكنولوجيا في زمن التكنولوجيا للقضاء على هذه الظاهرة باستعمال كاميرات المراقبة وبطاقات الاشتراك وترقيم الأماكن وغيرها من الأمور التنظيمية التي تغني عن عقاب الجميع من جهة وتحويل المباريات إلى حصص تدريبية من جهة أخرى فكرة القدم دون جمهور ليست بكرة ولن يكون لها طعم .
الابقاء على اللاعب رقم 12 في المدرجات لا يعني التغاضي والسكوت عن أعمال العنف لكن يمكن معاقبة المتسببين الحقيقيين أما فيما تعلق بمباراة شباب قسنطينة واتحاد الجزائر كان يكفي معاقبة أحد الفريقين أو كليهما مع تشديد العقوبات بالويكلو طيلة الموسم وإن لزم الأمر تنزيله إلى القسم الأدنى حتى تعتبر جماهير بقية النوادي وليس الاكتفاء فقط بخمس أو ست مباريات دون جمهور .
وإن تحدثنا عن تغريم النادي فليس المناصر هو من سيدفع الغرامة بل هو عبء آخر على النادي الذي ليس ملزما بتربية المناصر وحراسته في المدرجات ، وفيما يخص تعويض خسائر وأضرار الملعب فهي أيضا عقوبة لن تصل إلى جيب المناصر ولن تؤدبه لانه في النهاية الشركة الممولة للنادي هي من ستدفع وهو أيضا تبديد للمال العام .
خلاصة القول هي أنه يجب دراسة هذه الظاهرة دراسة علمية وبحث حلول جديدة مجدية باستعمال التكنولوجيا تعاقب مباشرة الفاعل وتبتعد عن العقاب الجماعي لأن الجمهور هو ملح الكرة وبهاراتها .
بقلم ارسلان