ثقافات

“كان حلما وتحقق”.. “بوستيشة” أكبر عمل مسرحي جزائري

شهدت خشبة المسرح الوطني الجزائري محيي باشطارزي، أمسية اليوم، وعلى مدار ساعة وعشرين دقيقة، أكبر عرض مسرحي بعنوان «بوستيشة» للمخرج أحمد رزاق.

حيث جمع فيه المخرج المتميز ما يقارب 170 فنان من مختلف ولايات الوطن، ووفق رسالة إنسانية راقية تزامنت وذكرى تأسيس المسرح الوطني الجزائري الـ 59، سيذهب ريع هذا العمل الثقافي الضخم إلى أطفال مرضى السرطان.

وفي تصريح لـ “الطريق نيوز“، قال المخرج رزاق: “كان حلما وتحقق بفضل الفنانين”، مبرزا “الجانب التطوعي للفنانين والتضحيات التي قدموها في سبيل إنجاز العمل”.

«بوستيشة»، والتي تعني في بعض مناطق الوطن «المعضلة»، تنطلق من تطور أحداث قصة وقعت في ساحة عمومية لحي من أحياء المدينة، أين يتسبب شخص في كسر إنارة الحي ليزداد بعدها المشكل البسيط تطورا ويتحول إلى مسألة معقدة تصيب جميع السكان بعدوى الكراهية، وينتقل الخصام من مجموعة أفراد إلى خصام عائلات، ليتأزم الوضع بسبب كسر مصباح صغير.

وفي تعليقه عن العمل أكد رزاق بأن الرسالة الأساسية التي تحملها المسرحية هي “أن الفنان هو الجامع في كل الظروف التي يمكن أن تمر بها البلاد، كما أنه ركيزة الوطن التي يمكنها جمع كل شرائح المجتمع”.

من جانبه نوّه الفنان حميد عاشوري بالجانب الانساني للعمل: “فرحة العرض اليوم أنه جاء من أجل قضية نبيلة متعلقة بمساعدة مرضى السرطان”.

إقرأ أيضا: المخرج أحمد رزاق يشتكي سرقة فكرة عمله المسرحي “طرشاقة” !

عاشوري لم يفوت الفرصة للإشادة بالطاقات الشابة التي شاركت في العمل، داعيا وزارة الثقافة للتكفل بهم.

الفنان عبد العزيز بن زينة الذي شارك في العمل هو الآخر، عبر عن فرحته الكبيرة، مبرزا بأن الفرحة الأكبر هي المساهمة في تخفيف آلام مرضى السرطان.

الفنانة الشابة، هنون فاطمة الزهراء خرجة مسرح من جامعة سعيدة، التي شاركت في أول عرض لها قالت: “شعور لا يوصف.. العمل كبير وجمع فنانين كبار وشباب من مختلف أنحاء الوطن”، مشيرا إلى أن الرسالة التي حملتها المسرحية هي “التلاحم بين أبناء الشعب الواحد”.

للإشارة، يستمر عرض المسرحية إلى غاية 10 من جانفي الجاري، احياءا للذكرى الـ 59 لتأسيس المسرح الوطني.

وإلى جانب المخرج والمؤلف أحمد رزاق، تكون فريق العمل من عدة أفراد نذكر منهم مساعدي الاخراج بوحجر بوتشيش، محمد مراد مولاي ملياني، عدلان بخوش، الكوليغرافي سليمان حابس والموسيقي محمد زامي.

وبرز المخرج المسرحي أحمد رزّاق (1967) بمسرحية “طرشاقة” التي أخرجها عام 2016 وحقّقت إقبالاً جماهيرياً كبيراً لم يشهده المسرح الجزائري منذ عقود، وفازت بالجائزة الكبرى في “المهرجان الوطني للمسرح المحترف” في العام نفسه.

هذا الإقبال استمرَّ مع أعمال رزّاق اللاحقة؛ مثل “كشرودة” (2017)، و”خاطيني” (2020)؛ وهي أعمالٌ واصَل فيها المخرج الجزائري الذي تخرّج من “المعهد الوطني العالي للفنون الدرامية”، في تخصّص السينوغرافيا، عام 1992، نقدَه الساخر للوضع العام في البلاد، مع نزعة واضحة إلى المباشَرة.

مقالات ذات صلة

إغلاق