ثقافات

بوخليفة:الصناعة السينماتوغرافية تقتضي المراقبة المركزية

فاتن قصار

كشف دكتور علم الإجتماع الثقافي، حبيب بوخليفية، وأستاذ محاضر بالمعهد العالي للفنون الدرامية ببرج الكيفان، عن واقع الصناعة السينيماتوغرافية في الجزائر، والذي وصفه بـالكارثي والشبه منعدم بعدما عرفت السينما الجزائرية نهوضا متميزا سنوات السبعينات والثمانينيات وأوائل التسعينات.
وأوضح الدكتور بوخليفة، لـ “الطريق نيوز” بأن السينما الجزائرية كانت تنتج باستمرار أفلاما حصدت العديد من الجوائز الدولية المهمة على غرار فيلم “وقائع سنين الجمر” للمخرج لخضر حمينة، الذي حاز على السعفة الذهبية بمهرجان كان سنة 1976.
وقال الدكتور بوخليفة، أنه في أواخر التسعينات وبداية الألفين، بدأ العد التنازلي للصناعة السينماتوغرافية في الجزائر خصوصا بعدما أغلقت أبواب المؤسستين العموميتين للإنتاج، وهما الديوان الوطني للصناعة السينمائية والتوزيع، والمؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري.
وعن عوائق النهوض بالصناعة السينيماتوغرافية، صرح الدكتور بوخليفة، بأنه لم يتم التأسيس فعليا للإنتاج السينمائي، على غرار تهيئة الاستديوهات والبنية التقنية التصويرية المتعددة القدرات.
 وفي السياق ذاته أشار الدكتور، إلى سوء التوزيع على مستوى قاعات السينما التي تقلص عددها من 483 قاعة عبر كل المدن الكبرى إلى 41 قاعة اليوم، مؤكدا بأن رأس مال الإنتاج يأتي أساسا من مؤسسات الدولة وبعبارة أخرى هي صاحبة القرار والمراقبة حتى لبعض الأفلام ذات الإنتاج المشترك، حيث أصبح من الصعب اليوم تركيب قاعدة مالية للإنتاج دون مساهمة الدولة.
وقال الدكتور بوخليفة، بأن قانون السمعي البصري الذي أنجز في زمن خليدة التومي لم يعد صالحا اليوم إطلاقا بحكم الموقف السلطوي للمراقبة.
وأشار الدكتور بوخليفة إلى العشرية السوداء التي أثرت على الإنتاج السينمائي والثقافي، فعشر سنوات من الجمود أدت إلى تلف الكثير من العادات الثقافية والفكرية بما فيها السينمائية.
وبخصوص مسألة السياسة الثقافية، أقر الدكتور بوخليفة بأنها أدت إلى تفقير التجارب السينمائية الأولى، التي كانت من المفترض أن تكون قاعدة صلبة في الإنتاج السينمائي الجزائري.
وللنهوض بالصناعة السينماتوغرافية، دعى الدكتور بوخليفة إلى تحرير المهنة وتعدد الرأسمال وتسطير برنامج فعلي للإنتاج وخاصة تقليص المراقبة المركزية، وضرورة خلق مناخ والشروط المحركة لكافة المهن السينمائية المتخصصة القائمة على تنفيذ الفيلم حتى ينجز ويصبح قابلاً للعرض أمام الجمهور.
وأضاف الدكتور بأنه يختلف حجم إنتاج الأفلام السينمائية من بلد لأخر وذلك حسب الاهتمام والتشجيع، وأعطى الدكتور مثالا عن السينما الأمريكية التي أنتجت أفلاما دعائية بلغ عددها نحو 175 فيلماً في سنة 1917، وبحلول أوائل العشرينيات كانت هوليوود تنتج نحو 75 % من إجمالي الأفلام السينمائية، و بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دخلت صناعة السينما الأمريكية عصرها الذهبي، إذ بلغ معدل الإنتاج من 500 فيلم إلى 600 فيلم سنويا، أما حاليا فمتوسط إنتاج هوليوود يصل إلى الـ 500 فيلم في السنة.
وللإشارة فإن الدكتور حبيب بوخليفة، هو باحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وخريج أكاديميات الفنون الدرامية والتشكيلية بموسكو، الإتحاد السوفياتي سابقا، وهو ناقد مسرحي وأستاذ مشارك بجامعة الجزائر 2كلية العلوم الإجتماعية.

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء شهر جوان الماضي من السنة الجارية، قد شدد على ضرورة إرساء صناعة سينماتوغرافية خلاّقة لمناصب الشغل والثروة عن طريق الإنتاج السينمائي الهادف ذو المعايير الدولية، فضلاً عن إدماج المتخرجين من المعاهد الفنية والدراما وحملة البكالوريا الفنية مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

إغلاق