آراء وتحاليلسياسة

أين وصل مشروع اطلاق القناة الدولية ؟

تحامل عربي ومغربي اعلامي غير مسبوق على الجزائر

 

 

تحامل عربي ومغربي غير مسبوق تتعرض له الجزائر بعد “هجومات الكركرات”، حيث عادت آلة المخزن الاعلامية الى العمل وشن هجوماتها على الجارة الشرقية الجزائر من خلال ترسانة اعلامية اعدت لهذا الغرض، تقليدية ثقيلة وحديثة من خلال المواقع الالكترونية ووسائل الاتصال الاجتماعي. وهي ليست المرة الأولى ولا بالجديد التي تتعرض فيه الجزائر الى هذا النوع من الهجمات الاعلامية، ولكن ان تنضم وسائل اعلامية عربية وبالخصوص الخليجية الى هذه الحملات المغرضة والمضللة، فهو تطور وانحدار غير مسبوق في تاريخ العلاقات الديبلوماسية، خاصة بالنظر الى موقع الجزائر الاستراتيجي وعلاقاتها مع دول المنطقة، أين يكمن الخلل وكيف يمكن استدراك الامر بالنسبة للجزائر التي لا تزال تقف موقف المتفرج مما يحدث وكأنها بعيدة عن قاعدة من يملك المعلومة يربح المعركة، وماذا اعدت لكسب الرهان الاعلامي؟ تساؤلات مشروعة في ظل التسابق نحو امتلاك المعلومة والترويج لها حسب السياق والزمان وايضا السياسة التي تريد العمل على ايجاد اكبر عدد من المقتنعين بها.
اشتداد اوزار لحرب المعلوماتية بين الجزائر والمغرب، ليس بالجديد، ولكن اليوم لا يمكن انكار حقيقة لجوء نظام المخزن الى التضليل الاعلامي لحشد اكبر عدد من المتعاطفين داخليا وخارجيا. حمى التدفق السريع للمعلومات المغلوطة والمضللة في تصاعد غير مسبوق وهو ما تناقلته العديد من الصفحات على وسائط التواصل الاجتماعي في الجزائر مما اخلط العديد من المفاهيم بالنسبة للجزائريين، مما ادى حتى الى التشكيك في مبدا عدالة القضية الصحراوية وهو الامر الخطير في الموضوع..!
وما عدا تداول بعض البيانات الصادرة عن وزارة الأمن والتوثيق الصحراوية او تلك الصادرة عن سفارة الجمهورية الصحراوية بالجزائر من طرف القنوات الاعلامية الجزائرية والمواقع الالكترونية والصحف، تبقى قليلة بالنظر الى التسابق المحموم نحو تضليل الرأي العام الدولي والوطني فيما يتعلق بالقضية الصحراوية.
هذا وتعمد الآلة الاعلامية الى توجيه اسهم الاتهام الى الدولة الجزائرية من خلال تجنيدها للعديد من المنصات الاجتماعية وتظهر فيديوهات لا تعكس الواقع او تسعى الى تكذيب بيانات وفيديوهات جبهة “البوليساريو” التي نشرت العديد الفيديوهات تظهر هجوماتها الدفاعية.
هل نشهد حربا اعلاميةفي حلقة الصراع المغربي الصحراوي باساليب جديدة وجب على الجزائر التصدي لها؟خاصة بعد الاتهامات الخطيرة الموجهة إليها من طرف النظام المغربي بانها تقف كطرف صراع ! كما ان انضمام اعلام بعض الدول العربية التي سارعت الى مباركة الهجوم المغربي بل وفتح قنصليات بالعيون المحتلة، لا يجب ان يمر على الديبلوماسية الجزائرية مرور الكرام ولا الوقوف موقف المتفرج خاصة وان الاعلام اليوم يمكنه تغيير موازين القوى وهنا نتساءل عن مشروع اطلاق القناة الدولية وتأخره..!
هذا وقد اعلنت جبهة البوليساريو إن ثلاثة عقود من وقف إطلاق النار في منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها انتهت بعد عملية شنتها قوات مغربية في منطقة الكركرات منذ اسبوعين بعد تصريح وزير الخارجية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية -المعلنة من جانب البوليساريو- محمد سالم ولد السالك، للوكالة الفرنسية للأنباء إن “الحرب بدأت، والجانب المغربي خرق اتفاق وقف إطلاق النار”. ووصف ولد السالك العملية المغربية بأنها “عدوان”، قائلا إن “القوات الصحراوية منخرطة في دفاع شرعي عن النفس، وإنها تردّ على القوات المغربية”.

طاوس اكيلال

مقالات ذات صلة

إغلاق