قضاء

حقيقة احتجـــــاج هيئة الدّفاع على لسان محـــامي عـــاش الأحداث

كثر الكلام منذ أيام حول الوقفة الاحتجاجية للمحــــامين، خــــاصة بعد قرار منظمة محـــامي الجزائر بمقاطعة الجلسات في الجهـــــات القضائية، ولعلّ سوء فهم المتفاعلين راجع لنقص في التواصل ولعدم تغطية الأحداث منذ بداية القضية.

هنـــــاك جهـــــات نجهلهـــا اليوم تحــــاول تغليط الرأي العـــام، وذلك بتقديمهــــا للإعلام على أن منظمة المحـــامين تريد فقط الدّفاع عن فئة معيّنة من المجتمع، أي المسؤولين السابقين. لابد أن يعلم الرأي العــــام أن المحــــاماة لا تهدف الى التصفية وتضارب المصالح، وانّمـــــا الى تحقيق مبدأ واحد لصالح كل المتقاضين من أجل ضمـــان المحـــــاكمة العادلة سواء كــــان للضعيف أو للقوي.
فالدّافع الذي أدّى بالمحـــامين لهذه الوقفة الاحتجاجية لم يكن من أجل قضيّة المسؤولين السابقين فحسب، والقضية ليست وليد البارحة، والدّليل على ذلك هو أن من بين من خرج في هذه الوقفة هم محـــامون دافعوا عن ناشطين الحراك الى جــــانب من رافعوا في حق المسؤولين السابقين ككتلة واحدة تحت غطـــــاء ثوب واحد وهي جبّة المحــــاماة.
ترجع أحداث هده القضيّة الى سلسلة من التجـــــاوزات التي يعاني منهــــا المحــــامين، ومنهــــا قضيّة كريم طــــابو، الناشط السياسي التي أدّت بمنظمة محـــامي الجزائر العــــاصمة الى اتخـــاذ قرار بمقاطعة الغرفة الخــــامسة لدى مجلس قضاء الجزائر، بسبب خرق مبادئ المحــــــاكمة العـــــــادلة التي تعرّض لهــــا. وهنــــــاك العديد من مثل هذه التجـــــــاوزات التي يعــــــاني منهــــــا الدّفاع والتي اضطرّ فيهـــــا المحـــــامين الى السّكوت نظرًا للأزمة التي تعيشهـــــــا الجزائر اليوم، تفاديًا للتهويل وزرع البلبلة.
أمّـــــــا قضيّة 26 سبتمبر 2020 فكــــــانت القطرة التي أفــــــاضت الكأس، بعد تعرّض نقيب المحـــــامين لنــــــاحية الجزائر الى اهــــــانة من قبل قـــــاضي الجلسة، والتي على اثرهـــــا تعرّض لوعكة صحّية نقل بسببهــــــا للمصالح الاستشفائية. بحيث كمــــــا يذكره آخر بيان لمنظمة محــــــامين الجزائر العاصمة، فان رئيس الجلسة قَبلَ طلب هيئة الدّفاع باستمرار المرافعـــــات يوم السبت 26 سبتمبر، وعلى أساسه غــــادر محـــامون الجلسة، ليتراجع فيمــــا بعد بقرار اتمـــــام المرافعــــات لنفس اليوم أي يوم الخميس 24 سبتمبر 2020 ورفض كل محــــاولات المحــــامين الذين طلبوا التأجيل على أساس مــــا قرّر به في بداية الجلسة، ويمكن لأي أحد أن يطّلع على هذه المعلومـــات في آخر بيان للمنظمة. وعلى اثر ذلك اضطرّ النقيب بصفته ممثلا للمحــــامين للتصرّف، الشيء الذي اعتبره القاضي اخلالاً بنظام الجلسة وأمر رجال الأمن بالتدخّل.
بالتــــــــالي فلابد من تنوير الرأي العـــــــام بتقديم له المعلومة الصّحيحة، وليس بتغليطه بمـــــا يروّج له في مواقع التواصل الاجتمـــــاعي.
ان المساس بنقيب المحـــــامين، يعتبر اهــــــانة لكل هيئة الدّفاع، بحيث إذا أهين هرم المهنة، معنــــاه أنّه لم يبقى أي ضمــــــان للمحــاكمة العادلة لأي محـــــام كــــــان. وهذا السبب أدّى بالمحـــــامين للقيام بذات الوقفة من أجل التنديد بهذه التصرّفــــــات التي يعــــاني منهـــــا المحــــــامي منذ سنوات عديدة.
مرّة أخرى فان المحـــــامين لم ينتفضوا من أجل قضيّة المسؤولين السابقين فحسب، وانّمـــــا كــــان ذلك نتيجة سلسلة من التجـــــــاوزات التي يعاني منهـــــا القوي والضعيف، والتي عزموا على مكافحتهــــــا.
الأستـــــاذ حـــــاج بكوش حبيب مروان، محـــــامي

مقالات ذات صلة

إغلاق