آراء وتحاليلبذور الأمل

رسالة إلى صديقي “زهير كدام” سجين حراك

 

كنت أودّ أن أصرخ عالياً.. أن أرفع صورةً مُكبّرة لك.. وأحملها في شارع ديدوش مراد.. باب الواد.. البريد المركزي.. أوّل ماي .. وعسلة حسين..

ولكنّ الأقدار شاءت صديقي أن نبقى في بيوتنا من أجل المصلحة العامة للبلاد والعباد !

“زهير كدام” صديقي الشجاع.. لا أكاد أصدّق أنّك اليوم وراء القضبان.. أنت البطل الذي بححت صوتك في أرجاء المدينة.. تصرخ للحرية !

ماذا فعلتَ صديقي ؟ أي جريمة ارتكبتها ؟

أتذكّر أنّك أرسلت لي ذات 28 جانفي 2020 رسالة قلت فيها:  “أختي أين أنت… هلكوني” !!

قابلتك في الجمعة 56 .. كنت مهرولا نحو البريد المركزي.. تبادلنا أطراف الحديث قليلا.. قلت لي إنّنا في طريق الحرية..

قلت لك حينها: دعني التقط لك صورةً !! لم أكن أعلم أنّها صورة الوداع .. فليلتها اعتقلت أمام بيتك والآن تقبع في أحد سجون البلاد .. لأنّك شجاع وفقط ..

“زهير السلمية” هكذا يفضّل الجميع تلقيبك .. ليس صدفة .. بل لأنّك رمزٌ للسلمية .. وأنت الذي لا طالما حرصت على سلمية الثورة .. سواءً من خلال مشاركتك في مبادرة “السترات البرتقالية” أو بعدها من خلال منشوراتك وتدخلاتك ..

“زهير السلمية” وراء القضبان.. أيّ تناقض هذا !!

أتذكّر جيّدا نبرةَ صوتك الحزينة.. عندما تقول “أختي.. زعما كاين لي يخون الحراك” .. “أختي واش حا يصرا دك” .. “أختي والمساجين كيفاش” .. وكثير من الأسئلة التي إن دلّت على شيء تدلّ حتما على حبّك للجزائر وشعبها وايمانك القويّ بالحراك الشعبي السلمي .. فلماذا أنت اليوم وراء القضبان ؟ !!

صديقي “زهير السلمية” أنت عنصر من الحراك الشعبي .. أنت الأب الذي يحلم بمستقبل أفضل لبناته.. أنت الطيب .. أنت الثوري والناشط والمناضل.. أنت المؤمن بفكرة جزائر جديدة .. مكانك أكيد ليس وراء القضبان.. مكانك معنا هنا ! إن بقينا طبعا !

من أشهر مقولاتك أنّ “العبيد فقط من يطلبون الحرية.. الأحرار يصنعونها” .. لهذا لن أطلب حرّيتك ..  فأنت حرٌّ “زهير” !!

ستخرج وسنكمل نضالنا السلمي .. إلى أن تتحقّق جميع مطالبنا ..

الحراك مستمر “زهير”.. “الثورة مستمرّة” ..

صديقتك : كنزة خاطو

مقالات ذات صلة

إغلاق