سياسةوطني

حَيَّ على الحِراك والحِوار

 

نعم، رفضنا الانتخابات التي أُقِيمت تحت ضغط الإكراه، كانت لعبةُ النظام قذرة فعلا حين رفض شروطا وضعتها شخصيات وطنية حققت التوافق الشعبي من أجل الحوار في بداية الحراك. نعم، كان يجب أن يتم الحوار الجاد ثم اختيار الرئيس وليس تعيين الرئيس ثم فتح حوارٍ مازلنا لا ندري مدى جِدِّيته، لكن هل هناك حل عدا الاستجابة للحوار؟!

بعض الحراكيين أبانوا عن مُوافقتهم المبدئية لهذه الدعوة بِشروطٍ حتمية، والبعض الآخر بدأ يوجِّه خطاب التخوين الثقيل لهؤلاء مُعتقدا أن هذه الموافقة سببها أطماع التموقع، لكنَّ الحقيقة أنه شِئنا أو أَبينا لن يكون في صالح البلاد ولا العباد أن نُعلن القِيامة على السيستام بِمنطق “تَغَنَّانت” أو بِتعبير آخر مَنطِق العِناد، فهناك فرقٌ بين العِناد والصمود..النضال سيستمر بِكلِّ أشكاله؛ مسيرةً وقلما وكلمةَ حق وممارسةً سياسيةً من أجل تغييرٍ جذري عميق وسلمي، دون عنفٍ أو إراقة الدماء فالجزائر اِكتفت مِن الثورات الدموية.

السيد “عبد المجيد تبون” اِعترف بالحِراك والرافضين للانتخابات وسمَّاهم بالجزائريين. .وهذه أعنَف صفعةٍ عاشها الخبثاء الذين لن نحفظ أسماءهم حِقدا لأن الوطن لا يُبنى بالأحقاد والكراهية، إنما نحفظ أسماءهم اِحتراساً مِنهم مُستقبلا؛ دعاة الفتنة الذين تمادوا في تشويه وقذف الحراكيين بالعمالة والخيانة الوطنية تحت مُسمى “الحَركى الجُدد” وغيرها مِن المُسمَّياتِ الجارحة وأسالوا الحِبر في مواقعهم الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي “وربحوا العيب” مِن أجل فترة عابرة واحتكروا صكوك الوطنية لأنفسهم، لِيتغَيَّر خطابهم العنصري التحريضي الاستفزازي بين عشية وضحاها إلى 180° درجة بعد خطاب التودد مِن رئيسهم، وهذا أفضل دليل على أنهم يتحدَّثون دون قناعة مُؤَسَّسة وإنها خيبة صادمة أمام حقيقة النخبة المزعومة مِن أساتذة جامعيين وصحفيين وكُتَّاب وساسة وو.. كان يَجب أن تكون كلمتهم جامِعةً للشَّمل لا مُفرِّقةً له، حتى لا يُضطرَّ الطرف الآخر إلى الرد عليهم باللغة التي يفهمونها وهي لغة الصرامة والنِّدية.

لقد قاموا بتصويب كُلِّ أسلحتهم نحو هدفٍ أعزل وسِلمي، صوَّبوا تِرسانةً إعلاميةً كلاسيكيةً وصفحات مليونية مأجورة على منصة فايسبوك وخطاب عنصري وتخوينيٌّ جارح وأساليب خبيثة في البروباغندا وسلسلةُ اعتقالاتٍ تعسفية. .لكنَّ الحراك تجاوز أقسى مراحله العمرية وانتصر حين أعلنت السلطة نِيَّتها في تنازلاتٍ جديدة، ستُظهِر الأيام القادمة صِدقها مِن عدمه عندما يستلم السيد “تبون” مسؤولياته رسميا، فَإذا أثبتوا صدقهم بإطلاق سراح جميع مُعتقلي الرأي والعودة إلى سلاسة التعامل مع الحراكيين السلميين، حينها ينبغي التفكير بعقلانية وحَيَّ على عملية الحِوار دون التفريط في الحراك مبدئيا باعتباره الضامن والحامي الوحيد للعملية.

قلم: فايزة سعد لعمامري

مقالات ذات صلة

إغلاق