آراء وتحاليل

رسالة الى صديقي مسعود لفتيسي.. معتقل رأي، بقلم سفيان هداجي

لا ادري يا صديقي إن كان يصلك سلامي و أنت خلف القضبان وخلف جدران الظلمة الذي أرسله لك مع بعض الأصدقاء من المحامين ؟!. مع قلة لقاءاتنا لكنني افتقدك كثيرا، خاصة وأن المرة الأخيرة التي التقينا فيها كانت في الجمعه القبل الأخيرة لك وأنت حر طليق تتجول بتلك اللافتة التي تعني أفسح المجال أو الطريق للآخر ( cédé le passage)، تلك الافتة التي عُرِفتَ بها عن كل الجموع المشاركه في هذه الثورة المباركة، والتي سببت لك كثير من المشاكل والمضايقات من طرف الأجهزة الأمنية التي كانت تترصدك في كل مكان، وكنت أنت تخفيها دائما قبل الجمعة حتى لا تصادر منك.

التقينا في تلك الجمعة مطولا وجلسنا وتكلمنا عن المجلس التأسيسي الذي كنا نشارك بعضنا نفس الفكرة وأنت كنت تقول مازحاً “مجلس تأسيسي ماشي تاع سيسي”، يومها اخبرتني عن المحاكمة التي برمجت لك في الأسبوع الذي يلي الجمعة المقبلة و شاءت الأقدار أن خَطَفَتْكَ أيادي الظلمة قبل محاكمتك، فأصبحت متابع بمحاكمتين مختلفتين في ولايتين من ولايات هذا الوطن المغتصب. تواعدنا في ذلك اليوم قبل مغادرتك تلك الشجرة المباركة أن نلتقي في سكيكدة يوم محاكمتك واخذت وعدا من بعض الإخوة المحامين الأفاضل بالوقوف معك في محنتك و لكن للأسف لم نحضر بعد ما عرفنا بانك أسيرا في سجن الحراش.
يقولون عنك يا صديقي أن معنوياتك عالية داخل السجن مع كثير من أترابك و أقرانك ولكن السجن يبقى سجناً ياصديقي حتى و لو كنت كالصخر، اتمنى أن تكون قويا كما عهدتك .
اتذكر دائما و أنا أقلب فالصور يوم التقينا في مزفران 2 في 2016 كنت مفعما بالحيوية و بالأمل و تحاول جاهدا أن تحقق بعض من حلم الشاب الجزائري الطموح وحب الإنخراط في السياسة و الذهاب بالجزائر الحبيبة إلى الأفضل.
أكتب لك هذه الكلمات ولا أدري ما أقول ياصديقي، وكأن جدار حال بيني وبين اللغة، ويدي تخونني، حتى دموعي احرجتني فعيني لا تتوقف عن اذرافها، ومع هذا كتبت بعض هده كلمات وحاولت جاهدا لأيام سابقة أن اكتبها لك.َ علها تخفف عنا بعض الالم الموجود داخلنا و أصحابنا و أحبابنا بعيدين عنا، لا نعلم كيف حالهم في تلك الزنازين و ليس بايدينا فعل شيء لكم إلا مواصلة الثورة و داعاؤنا أن يفك اسركم و أسر الجزائر و اللقاء في جزائر جديده كما حلمنا بها لأيام و تكلمنا عنها لساعات.
دمت حرا ابيا و لو كنت خلف قضبان الزنازين.

مقالات ذات صلة

إغلاق