آراء وتحاليل

رسال إلى أحسن قاضي، بقلم حياة معامس .. معتقل رأي

أنتظر بضعت أيام لكتابة هذه الرسالة وأنا على أمل أن ازف لك خبر سعيد، لكن الأخبار السارة أصبحت ناذرة.

منذ إعتقالك لا أستطيع تقبل الفكرة، لا بل أجدها فكرة لا تطاق، عدم رؤيتك، الحديث إليك أن أتقاسم معك صراخات الغضب أثناء المسيرات الشعبية…

مع مرور هذه المسيرات الشعبية، الثلاثاء والجمعة، وكل مظاهرة التي مشيتها دونك، في كل مرة كنت أشاهد شاب قادم من بعيد أتشبت لولهة معينة بفكرة أنه أنت

أتمسك أيضا بابتسامتك التي لطالما كانت تمثل قوتك، ووشاحك الأحمر الذي يعبر عن صرخة معركتك الهادئة، حتى وانت في أوج أوقاتك العصيبة، عندما كانت تعاملنا قوات الأمن معاملة سيئة، وتستعمل العصي لضربنا كنت تخاطبهم مبتسنا ” ياو بلعقل”

منذ أن غبت عنا، وأنا أتظاهر وعند أتعرض للتعنيف من طرف قوات الأمن، أفكر فيك وأصرخ بكل قوة ط جزائر-حرة-ديمقراطية”

أحياناً يصعب عليا النهوض، و الخروج عندما أتذكر انك معتقل، أحس بالرغبة في الصياح لأسمع العالم كله عن كدى إصراري العميق عن مواصلة هذه الثورة السلمية التي لا يجب أن تضيع لأنها أملنا الوحيد وأمل الأجيال القادمة، ولأننا نحن من يجب أن يصنع التاريخ، تماما مثلما فعلت أنت عندما أحسست بإقتراب موعد إعتقالك ولكنك واصلت في الخروج والنضال .. نعم كنت تعلم بأن قوات الأمن سوف تعتقلك، لكنك لم تتوقف .. ولهذا أنا أقتات من شجاعتك لأواصل النضال من أجل جزائر جديدة تحفظ كرامة الجميع، سأواصل النضال ضد هذا النظام الفاسد الذي لايأبه لمستقبل ملايين الجزائريين، سأواصل النضال من أجل ملايين الجزائريين، سأواصل النضال من أجل آلاف الإبتسامات التي تمشي في الشارع آملة في التغيير، سأواصل النضال من أجل كل دمعة حزن وأمل التي لم تكف عن النزول.

سأبقى على أمل هذا الجمال الذي تم غمه، سأبقى على أمل كل هذا الحب الذي ينبض فيك، وفي عروقي وعروقك، سأبقى على أمل أن نصنع بهذا الحب الموجود في كل واحد منا، الذي يدفعنا للتغيير والنضال من أجل القضايا العادلة، أن نحارب التهميش والفساد والديكتاتورية، القمع الذي دمروا هذا الوطن.

سأبقى على أمل، لأن السلاح الوحيد الذي أملكه لمحاربة الشمولية والتطرف، سأبقى على أمل لأواجه كل هؤلاء الأشخاص الذين يقولون لي بأنه لم يعد هناك مخرج لهذا الوطن ..

إذا .. من فتاة في العشرين من العمر إلى فتى يبلغ الثالثة والعشرين، من مناضلة إلى مناضل، من ثائرة إلى ثائر، من حالمة إلى حالم ، أتمنى أن نكون نحن البذور التي ستزهر أملا يوما ما علفى أرض هذا الوطن ….

هذه الليلة وكل ليلة، أبكي غيابك قائلة في نفسي هل سيعوضنا المستقبل عن هذه الأيام الضائعة … وككل ليلة أبتسم أيضا عندما أتذكر أنك تدين لي بقهوة التي كنت سأدعوك لشربها معا يوم إعتقالك ….

بقلم حياة معامس

مقالات ذات صلة

إغلاق