سياسةوطني

رسالة إلى دحماني نور الهدى ياسمين.. معتقلة رأي بسجن الحراش

سألت يوما محاميا من عمداء هذه المهنة في زيارة له بمكتبه… ماهو واجب التحفظ يا أستاذ ؟!

إبستم مطولا ثم أجاب ” أن تكون إنسانا يا زميلي ” …

في زيارة للطالبة الموقوفة ” دحماني نور الهدى ياسمين ” بالمؤسسة العقابية الحراش البارحة و لأول مرة منذ التحاقي بهذه المهنة … عجزت فيها عن الكلام …

هزيلة الجسد … كئيبة النفس … ثقيلة الحركات …حزينة العيون … شاردة الذهن … تكاد لا ترفع وجهها عن الأرض و لا تجيب بأكثر من نعم او لا …

لست مجرمة يا أختي … و لا يليق بك طأطأت الرأس … لست مجرمة يا أختي … و لا يليق بك كل هذا الحزن… لست مجرمة يا أختي … و لا يليق بك ذلك و انت في زهرة العمر … لست مجرمة يا أختي … و لا تستحي فأنت تعني لنا الشرف … انت الكرامة و الوطن …

لعل الجريمة أنك طالبة ذات 22 ربيعا من بين طلبة هذا الوطن… لعل الجريمة مشاركتك في مسيرة للطلبة ككل ثلاثاء منذ انطلاق الحراك الشعبي… كان يباركها الجميع قبل أن تصير ويصير معها الحراك خطرا على مصالح من يمانع ارادة الشعب …

ما جريمتك يومها يا أختي !! … ربما هي في حملك او حيازتك لشعار .. شعار خطير يا أختي… شعار يراه البعض مساسا بمصلحة الوطن… شعار يعتبره البعض مساسا بالوحدة الوطنية ..رغم السلوك السلمي الذي اعجزنا به غيرنا…

فعلا هو شعار خطير يا أختي ” يجب محاسبة الفاسدين ” !!

يا حسرتي على وطني …

يا ليتني كنت قادرا على قول كل هذا او بعضا منه … لا لم أقله و لم استطع قول شيء في حضرتها …. كنت متصلبا في مكاني اجمع ما تبقى من الكلمات التي بعثرها منظرها الودود و حزنها العميق .. لأنتهي بسؤالها عن ظروف حبسها و معاملة السجينات لها …جوابها و بإنكسار ” انا أشعر بالوحدة ”

من هذا المقام و بهذا القدر من التحفظ الذي ينازع فيه الانسان الاستاذ بداخلي أطلب من كل زميل … من كل صديق … من كل إنسان ” ان يخط رسالة من أعماق القلب عنوانها لست وحدكي يا نور الهدى … الحراك معك … و الجزائر معك و … كلنا معك ”

اكتبوا رسائل تحمل قلوبكم تتزين بوطنية كل واحد منكم ارفقوها بصور أبناءنا و بناتنا المعتقلين …تكون لهم أملا و لنا شواهد أن الجزائر واحدة و شعبها واحد متضامن نصرخ فيهم ” يحيا الشعب و تحيا الجزائر … أطلقوا ولادنا ”

بقلم المحامي تامرت عبد الحفيظ

مقالات ذات صلة

إغلاق