آراء وتحاليل

كفى قمعاً .. نحنُ الشّعب !!

تقول الحكمة “سجنٌ مع الأصدقاء خيرٌ من الحرية مع الأعداء”
تعلّمنا ونحن في المدرسة أنّ الإنسان وُلِدَ حرّا، تعلّمنا كيف نحبّ الوطن وندفع في سبيله النفس والنفيس، تعلّمنا أنّه لا ثمن للحريّة وأنّ كرامة الفرد لا تباع ولا تشترى.
ولأنّ الحرّية تُسلب ولا تعطى، ثار الجزائريون يوم 22 فيفري 2019، كان ولازال شعارهم “جزائر جديدة”، وطنٌ يتسّع للجميع ويتساوى فيه الجميع، ثورة هي اليوم بطلها الشعب، شعبٌ يحلم بدولة الحقّ والحريات.. ولكن..
ثمانية أشهر تمرّ على ثورة شعبٍ ألهمت وأبهرت العالم، ثورة رفعت عالياً شعار السّلمية من أجل مطالب شرعيّة، سلميّة ..
ثورة سلميّة ! سلميّة درجة سجن نشطاء، سلمية حدّ اعتقال مناضلين، وسلميّة حدّ قمع مسيرات طلبة أحرار، طلبة ذنبهم الوحيد أنّهم يحلمون بمستقبل أفضل، ذنبهم الوحيد أنّهم رفضوا إقصائهم من بناء وتشييد تلك “الجزائر الجديدة”.
مرَرْت اليوم من أمام الجامعة المركزية، 24 ساعة فقط بعد “حادثة” شارع العربي بن مهيدي والقمع الذي تعرّض له الطلبة في الثلاثاء الـ 33، مررتُ من هناك وإذا بلافتة ألصقت على جدار “الجامعة” كُتبَ عليها: ” استعملتم القمع ضدّ السلمية واستعملنا السلمية ضدّ القمع”، وأخرى دوّن عليها: “من يناضل قد يخسر، ومن لا يناضل خاسرٌ بكلّ الأحوال”.
تساءلت حينها : “يعلّموننا حبّ الوطن والدّفاع عنه، ندرس تاريخ أبطال الثورة المجيدة، نطالع في التاريخ وثورات الجزائر، نحتفل بذكرى الفاتح من شهر نوفمبر 1954 والخامس جويلية 1962، ثمّ وفي سنة 2019 تُقمع حرّياتنا وتكمّم أفواهنا، وندفع فاتورة أيّامٍ وأيامٍ في زنزانة سجنٍ مقابل مطلب الحريّة” ؟؟!
تساءلتُ أيضاً: “هل يستوي من أغرق البلاد فساداً مع من ناضل يدافعُ عن جزائر أفضل” ؟!
فمن المضحك المبكي أن يُسجن سارق أحلام الشعب مع المدافع عن أحلام الشعب، وأن يتواجد المناضلُ والمجاهدُ والطّالب الذي خرج يطالب بمحاسبة الفاسدين وجزائر جديدة، في نفس المكان والرقعة الجغرافية أين تتواجد من يُطلقُ عليها بـ “العصابة” !!
ومن غير المعقول أن يُقمع صوتٌ يطالب بالحرية وبجزائر مدنية، وأن يُقمع من يطالبُ بدولة الحريات، ومن يُطالبُ بصحافة حرّة وعدالة اجتماعية، وذلك الذي يطالبُ بتحرير سجناء الرّأي، وأولئك المطالبين بـ “الإستقلال” !!
تسالت والجزاب كان : “هي ثورة وليس مجرّد “حِراك”، ثورة شعبٍ آمن بالحرية والحقّ في الحياة، فكفى قمعاً مادام الشعب عازمٌ على تحرير “الحرّية”، حرّية شمسُها ستشرق عاجلاً أم آجلاً” !!

بقلم  كنزة خاطو

مقالات ذات صلة

إغلاق